آراء

روبن هود كرة القدم اليمنيه !

سمير القاسمي

|
02:55 2020/11/25
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

" هذه الصفحات مهداة الى اولئك الأطفال الذين التقيت بهم ذات مرة قبل سنوات عديدة ، في كاليا دي لاكوستا ، كانوا عائدين من لعب كرة القدم و هم يغنون :ربحنا ام خسرنا لن تتبدل متعتنا، متعتنا تظل على حالها سواء خسرنا ام ربحنا " ، لقد بدأت بهذه الكلمات والتي في الحقيقه ليست لي ولم اضعها بهذا الترتيب الجميل ، هذا جزء قليل ورائع من احدى صفحات كتاب كرة القدم بين الشمس والظل للكاتب الاوروجواني ادواردو غاليانو ، كنت قد قرأت هذا الكتاب المميز بعد أن استعرته من صديقي والذي اخبرني بأن هذا الكتاب سيغير من كتاباتي الرياضيه بل سيغير من تفكيري في الكتابه ، لم افكر بما تحدث به صاحب الكتاب فقط كنت متشوق للقرأة التي اعشقها واعتبرها هي طعامي الحقيقي في هذا الحياة !

 ذهبت الى المنزل وشرعت في القرأة وكلما اكملت صفحه بدأت بالتي بعدها حتى اكملته في فجر اليوم الثاني ، وعندما  كنت افكر بالكتاب اعود بطريقة مكررة لتفحص اوراقه وكل ما كتب فيه ، ظل الكتاب عندي حتى طلب صديقي ان ارجع له الكتاب  ، لقد حاولت ان اتملص في ارجاعه ، ولكن صديقي هددني ان لم ارجع له الكتاب لن يعيرني كتاب اخر ، عندها ارجعت الكتاب خوفا من حرماني قراءة الكتب التي استعيرها منه وهو الذي يملك مكتبه لاتقارن ، وحقيقه هذا الكتاب غير الكثير من مفاهيمي تجاة الكتابه الرياضه التي خلطتها مع الجانب الادبي مقلدا الاسطورة ادواردو غاليانو !

في اوخر تسعينات القرن الماضي كان يقف شابا في بداية العشرين من عمره بجانب دكة بدلاء الاهلي الصنعاني ، يدون في ملاحظاته كلمات لا اعرفها ، كنت اظن انه مراقبا للمباراة او صحفيا لا علم لي بإسمه ، بعد اسبوعين وفي مباراة اخرى للاهلي وجدته واقفا بنفس المكان ، كلما اصيب لاعب كان يدون وعندما يسجل للاهلي يدون ربما اسم من سجل الهدف وينظر الى ساعته بالتأكيد لكي يكتب زمن تسجيل الهدف ، زاد فضولي لمعرفة من هذا الشاب الذي لا يجلس كالاخرين ، وبصراحه ما كان يقوم به من عمل يبدو اكثر من رائع هو من اثار فضولي المتأصل في اعماقي للبحث عن شخصيته ، وادرت رأسي للمشجع المتعصب الذي بجانبي لكي أوجه له السؤال الذي يدور بخاطري ، لم يضع لي ادنى اهتمام او يرد بكلمه لقد كان مشغولا بالمباراة فلحظتها الاهلي كان متأخر بهدف دون رد ، صمت حتى نهاية المباراة ليخبرني بأن هذا الشاب هو مدير الكرة في القلعه الحمراء حسام السنباني !

استمر حسام سنوات طويله في ذلك المكان حتى مل من البطولات التي حققها مع النادي الاهلي ، بحث عن تجربه جديدة ومهمة اصعب كان ذلك القرار صعب ولكن حسام كان مصرا على خدمة كرة القدم وابنائها من مكان اخر ، العمل مع اتحاد كرة القدم هو المكان الذي طالما فكر فيه ، ورغم كل العراقيل والموانع التي وجدها امامه تجاوزها بسهوله منقطعة ، فكل من حاول عرقلته واخراجه من العمليه الانتخابيه وجد حسام امامه في مجلس ادارة اتحاد كرة القدم ، ومن يومها بجهد متفاني عمل بإخلاص وظهر ذلك الاثر بقوة في خليجي 22 عام 2014 ، عندما كان له دور في تعاقد الاتحاد مع المدرب سكوب ، عمل مع ذلك المنتخب في تلك الفترة وتم تغيير جلد المنتخب وتحسن الاداء الجماعي وحقيقه اول مرة اشاهد منتخب يمني يلعب بتلك الطريقه واللعب الجميل ، وقد توج هذا المستوى بتعادلين ضد البحرين وقطر وخسارة من السعوديه بهدف دون رد !

عقدين من الزمن وربما اقل او اكثر ظل حسام السنباني كروبن هود كرة القدم اليمنيه ، منصفا للمظلومين ومحاربا لكل من سلب اللاعبين حقوقهم ، كان يدفع من جيبه لردم الخلافات ومازال كذلك ، يبذل الغالي والنفس من أجل أن تستمر الكرة في التدحرج واللاعبين في الركض ، لم يقتصر حبه لكرة القدم فقط بل أن الرياضيين في الالعاب الاخرى يبحثون عنه ويتحدثون عن وقوفه الدائم الى جانبهم ، وربما له اعمال خيريه آخرى في مجالات متعددة وذات اهمية  مجتمعيه لا نعلم بها وهذا شيء بينه وبين ربه ، حسام عبدالله السنباني المثقف القائل كلمة الحق دائما وابدا هو الذي اعطاني كتاب كرة القدم بين الشمس والظل ، واصبحت بعد حسام وغاليانو ابحث عن التميز في الكتابه ، واحاول ان يخرج ما اكتب بطريقه مختلفه عن ما يكتبه الاخرين ، حسام السنباني بالامس وصل الى محطته الخامسة والاربعين من العمر المثمر ، صديقي حسام كل عام وانت بخير وان شاالله عمر مديد وصحه حديد !

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية