يصف حسين بدر الدين الحوثي اليسار القومي والماركسي –في ملازمه بأنهم كافرون ملحدون، فيقول"
"ألم يعملوا من خلال الشيوعية على أن يجعلوا البشر كافرين ملحدين بالله سبحانه وتعالى؟ وانتشر هذا الكفر داخل البلاد الإسلامية، فكانت الأحزاب الشيوعية في كل بلد حتى في اليمن كان الجنوب في اليمن يحكمه حزب شيوعي اشتراكي مُلحد ملحد فعلاً، امتداداً للشيوعية في روسيا, ووصلت الشيوعية إلى مناطق وبلدان كثيرة {يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}."
وكذلك كان توصيفه للقومية وقادتها السياسيين، فهم من وجهة نظره صناعة أمريكية:
"يتجهون بهم إلى رموز وهميين وخطر وهمي.. كما شدوا العرب في يوم من الأيام إلى صدام، فالتفوا نحوه وقالوا:[حارس البوابة الشرقية]، [وبطل الأمة العربية]، [وبطل القومية العربية]، وشدوهم سابقاً إلى جمال، وهكذا يلعبون بأفكار المسلمين، أحياناً ينصبون لنا علماً في مجال القومية للقوميين، وأحياناً متى ما رأوا توجهاً دينياً ينصبون لنا علماً وهمياً - بدقنته, بعمامته - باسم أنه يشكل خطورة على أمريكا، وأنه إنسان قوي، وأنه.. وأنه.. إلى آخره."دروس من هدي القرآن الكريم-يوم القدس العالمي- حسين بدر الدين الحوثي بتاريخ: 28/9/1422هـ-13-12-2001 اليمن - صعدة.
، وهو هنا يقدم حكما شديد السلفية ، في تصوراته تجاه المجتمع، لا يخرج من عباءة سيد قطب والجماعات الجهادية التي خرجت من معطفه.
تتكئ الحركة الحوثية إعلاميا على كتاب محسوبين على اليسار، وسرعان ما يعمل هؤلاء الإعلاميون على تكييف مصطلحاتهم وعباراتهم بما يخدم السلفية الحوثية، فيقدمون نموذجا مترهلا من الخطاب المتهافت.
يكتب أحدهم مستعيدا جذوره الإخوانية ومازجا لها برطانة يسارية ، في سياق دوشنته المبتذلة ، تحت عنوان(مع سيد الثورة في خطاب تدشين أسبوع "النبوي الشريف") مستحضرا في ذهنه سياقات المديح الموروثة، وبالغا بها ذروة العبودية، فيجعل من كلمة سيده "بذرة الفضل والرحمة الإلهية" تلقى في "مسامع وألباب الحاضرين...ثم تعهدها بغيث المنهجية القرآنية واستقراء مجريات الواقع المعاصر"!
يستمر هذا الابتذال المدائحي ، الذي يُطوِّع لغة الشعر المتداولة في سوق العبيد، مصورا للخطاب بأنه استعادة للرسالة من " الانحراف والتحريف المبثوث في ثنايا الفكر والمنهج والإعلام والثقافة"
الصحفي هنا لا يقدم جديدا على ما بذره سيد قطب وتوصيفاته عن جاهلية المجتمع والأنظمة!
وعلى ذات النسق القطبي يستلهم دواشنة الاصطفاء متن القطبية في مهاجمة الفلسفة وأوروبا الكافرة، واصفا لسيده بأنه "مبحر" و"محلق" "في أفق من تفكيك زيف الفلسفة الحقوقية التي يتسلق بدعواها الغرب الاستعماري والامبريالية الأمريكية والأوربية"
فالدين والرسول وفقا للابتذال المدائحي لهذا الصحفي احتجب "خلف سخام الانحراف والتحريف" ومن أجل استعادة الدين والنبوة يجب " تخليص المناهج والأفكار من الانحراف والتحريف الذي أساء للإسلام ورسوله الأعظم" في هذا السياق القطبي يستمر في استلاب النبوة جاعلا من سيده (كلي القدرة ) الذي يضع " المجتمع والحكومة على جادة توجه واضح لا لبس فيه" إنها (القدرة الكلية) (العالمة) و(الهادية) للمجتمع الضال والمنحرف إلى سبيل وحيد...
يستمر دواشنة الصحافة في صناعة أوثان للمجتمع والفكر ، وتقديمها على أنها "إشراقة " و"أفق قرآني" و"التحام" بالوحدانية، وبـ "الأمة المحمدية" التي أصبحت "رقما وجوديا يجترح سبله بمشكاة الله..."