يعلق : نريد وطن يتسع للجميع …
أقارن ما قال بما كتبته فتاة ذكية عبارة في البروفايل تبعها : من المؤسف أن تعيش في وطن لاتحلم فيه بشيئ سوى مغادرته ….مفارقة مؤلمة:
وجع ما بعده وجع ، هي تتحدث عن المغادرة ،واحمد الرمعي يحدثني عن وطن يحلم بالعودة اليه ...ياالهي كم اصبحنا ضائعين ..
16 يوليو 2019 السادسة مساء يقول الرمعي في رسالة :
اقرأ ما تكتبه دوما أشعر بالتفاؤل ولو لبعض الوقت ، لكنني أشعر بارتياح وكفى وأحيانا لا أستطيع حتى التعليق على ماتكتبه ….
يبدو اننا متنا ياصديقي واقيمت علينا المآتم منذ زمن وأننا الآن نتعاقب …
ضعوا تحت مضمون رسالته مليون خط …
اقول له : هم يريدون أن نموت ...لن نموت …..يعود يقول لي :
المبدع لايموت ولا يشيخ ، نعم ، ولكن في ساعات الضعف الإنساني يموت ...كم يستهويني المقالح في مرثيته لعبد اللطيف الربيع عندما يسأله : كيف هو الموت ؟ هل يغني ؟ هل يقرأ الشعر؟ ..
واعود أقول له : كلامك صحيح ..لكن علينا الاستمرار قدر مانستطيع ، لا بديل امام ما هو قائم وما سيأتي …
يعود بألم يقول : لانريد ابناءنا واحفادنا أن يتشردوا مثلنا ...نريد وطن يتسع للجميع ….
تصور الآن بلغت الرابعة والخمسين عاما وأنا خريج جامعة بغداد ومن أجل أن يدخل ابني الجامعة يجب أن أتشرد ….مأساة ..لا نبحث عن شيء ..نريد وطن لاغير…
انت تعرف ما يؤلمني وربما يؤلمك أنت ، أن هذا الوطن الذي يفترض أن نتوكأ عليه ونهش به على احزاننا تحول الى كائن ضعيف يستنجد بنا ، علنا ننقذه من شطحات كل من أشعل حرب لا تبقي ولا تذر ، مع تأكدي أن أول رصاصة في أي حرب تصيب عقول المتحاربين ….
يواصل رسالته احمد الرمعي : اشعر بما تقوله لكنك لوتعلم قلب أب يقول له إبنه الذي تركه وعمره سنة وأربعة أشهر فبلغ الرابعة وهو يقول لي بعد مكالمة فيديو :بابا ليش ساكن في التليفون ….اللعنة ..مذاهبهم ...وتوجهاتهم ...سياساتهم لا تهمني اريد ان اكون انسانا وكفى …
ينهي آخر رسالة :
هل أصبحت الأمور صعبة في وطن تريد أن تكون فيه انسانا ؟؟؟!!
أرسل له الصورة المرفقة 29 يوليو السابعة و49 دقيقة مساء ، يعود يشكرني : شكرا شكرا هذه في أي مؤتمر للنقابة ؟
اقول له : قبل آخر مؤتمر ، الأخير لم احضره
ينقطع بيننا التواصل من ذلك الحين حتى فتحت الفيس على الزميل والصديق المشترك محمد الغباري ذلك الصباح البليد..
لله الأمر من قبل ومن بعد .