بينما اليمن يمر بأخطر مرحلة في التاريخ، ويواجه حرباً مدمرة، ويبحث عن معجزة الهية للخروج من نكباته، مايزال البعض يتعامل بعقلية الفيد، وحسابات الربح والخسارة، للاستئثار بحكومةٍ مُنهَكة، تعسرت ولادتها..
بلدٌ ينزف طيلة ست سنوات، وحربٌ حوثية نكبت الجميع، ومشاريع تتصارع، ومئة الف قتيل، ومئات الالاف مشردون، وملايين الجوعى، واوبئة تتكالب، واقتصاد منهار، وأضخم مأساة في العالم، كأنما كل ذلك لا يكفي، فيما البعض لا هم لهم سوى التسابق على سلطة، وتقديم مصلحته على المصلحة العليا للبلد، مشغولا بكعكته ونصيبه، في حكومةِ شراكة تعسرت ولادتها، كأنما الحكومة القادمة غنائم حرب يتقاسمها منتصرون!
ما أن اُعلن عن إلزام المتصارعين بتنفيذ اتفاق الرياض بين الانتقالي والشرعية، وبدءِ التفاوض حول حكومة جديدة حتى اشتعلت الخلافات واستيقظت المصالح، وشُحذت السكاكين.. مئات التنجيمات والتسريبات انتشرت كالنار في الهشيم تضخها المواقع ووسائل التواصل ومطابخ الفرقاء طيلة الايام الماضية.. ترشيحات من هؤلاء، وأسماء من اولئك، اشتراطات هنا، وتخوينات هناك، ومناطقية فجة، وبحث عن ولاءات حزبية، وعرقلة وتطويل، في محاولة مستميتة لخلط الاوراق والاستحواذ على قرار الحكومة، والسير في ذات الطريق المغلوط.. فيما الشعب المنكوب في وادٍ آخر يطالبهم بحكومة حرب مُقـنَّنة، لا حكومةمحاصصة، كي يتفرغ الجميع لعدوٍ يتمدد ويتربص بالجميع، ويضحك بملء شِدقَيه!
تكالبٌ مقرف وتنافسٌ ما انزل الله به من سلطان، دفع برئيس الوزراء السابق احمد بن دغر لتوجيه رسالة مقتضبة للمتنافسين بأن هذه الحكومة ليست مغنماً حتى تتزاحم حولها الأسماء، مضيفا في منشور له "ان من سيسعى لهذه المهمة اليوم- ولستُ منهم- لابد أن يدرك حجم وثقل المسؤولية، إنها الأمانة التي خشيت من حَملها الجبال.. وتابع قائلاً: نحن نمر بظروف كارثية، غاب فيها العقل وتحكمت بنا الأهواء".. رسالة ربما تذكر المتسابقين على المناصب ان بانتظارهم معركة وطن.. الخلافات امامكم والحوثي من ورائكم، فعلى اي جانبيكَ تَميلُ!