كثيرةٌ هي الشحنات الايرانية المهربة التي تم ضبطها سابقا في المياه اليمنية وهي في طريقها للحوثة.. غير أنها هذه المرة تبدو سخية جدا وأكثر حداثةً وإثارة للقلق.. فما الذي تعنيه كل هذه الكميات المضبوطة مؤخرا في سواحل حضرموت؟
شحنة بهذه الوفرة والتنوع تعني الكثير، وتؤكد على جملة حقائق خطيرة تَساهلَ المجتمع الدولي إزاءها طويلا:
فهي من ناحية، تعني أن المعركة ماتزال طويلة، وطريق السلام في اليمن يبدو بعيدا، إن لم يكن مستحيلا، مع كهنوتٍ متمرد يبني ترسانته الحربية لترسيخ سلطته، ودولةٍ ايرانية مارقة تدعمه بسخاء وتمده بأسباب القوة والبقاء، لتتخذ منه ذراعا طويلة وورقة رابحة تحتاجها للمساومة الاقليمية والدولية حول ملفاتها الصراعية التي لن تنتهي على المدى المنظور، وبات مصير اليمن رهناً لحساباتها بلا جدال.
الحقيقة الثانية، تعني هذه الحمولة ان معركة اليمن لم تعد مع الحوثة فقط، بل مع ايران بشكل مباشر، وتؤكد بالدليل القاطع على حجم التماهي الحوثي مع المشروع الفارسي لزعزعة المنطقة والهيمنة عليها، وهو ما ظل اليمن يحذر منه منذ ماقبل الحرب اليمنية عام2014 حتى اللحظة.
كما تعني هذه الشحنة ايضا ان هناك الكثير غيرها وصل الى الحوثة بكل سهولة، مايعني أن طريق ايران الى المياه الاقليمية باتت مستباحةً ومخترقة رغم الرقابة الدولية المشددة واساطيلها الكثيرة وتقنياتها الحديثة واقمارها الصناعية، ويؤكد ان لديها من الثغرات والعملاء وعصابات المافيا والمنظمات المشبوهة والدول المتعاونة ما يدعو المجتمع الدولي برمته لإعادة حساباته تجاه السفن العابرة بمختلف جنسياتها، واتخاذ اجراءات رادعة ضد المتورطين في التهريب الايراني أياً كانت تبعيتهم.. فهذه الشحنة تعني فيما تعنيه ان ايران مصرة على تحدي المجتمع الدولي بأسره، وماضية في تصدير ثورتها الخمينية للسيطرة على المنطقة، ولن توقفها قراراته ولا عقوباته، حتى لو ادى ذلك الى اندلاع حرب معها، وإشعال المنطقة برمتها.