أكد موقع "المونيتور" الأمريكي، أن الصفقة التركية الروسية لوقف التصعيد في إدلب لن تدم طويلا، فالاتفاقية تجاهلت الكثير من القضايا الرئيسية في الصراع.
وأضاف أن هذه الصفقة ما هي إلا فترة راحة قصيرة من القتال، قبل أن يستأنف الصراع مرة أخرى بالمزيد من الألغاز بالنسبة لتركيا التي لا معنى لوجودها في الأراضي السورية.
واستكمل أن أنقرة أرسلت أكثر من 12 ألف جندي إلى إدلب منذ شهر فبراير الماضي لإعاقة تقدم قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن ما حدث أن التوترات تصاعدت بشدة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 60 جنديا تركيا خلال شهر فبراير فقط.
وتابع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، صباح يوم الأحد الموافق 28 فبراير، حيث كان أردوغان يترنح بعد الهجوم على قواته في إدلب، وكان يرغب في هدنة أو أي اتفاق لوقف إطلاق النار ولكن بوتين رفض.
وأضاف أن أردوغان كان يرغب في نزع فتيل الأزمة وتهدئة الأمور والحفاظ على تواجده العسكري في إدلب مع تقديم صورة صارمة للجمهور التركي بأنه قادر على الثأر لضحاياه، ولكن بوتين لم يعجبه مخططات أردوغان، وفي النهاية توجه إلى موسكو يوم 5 مارس لطلب وقف إطلاق النار برفقة مجموعة من وزرائه، ولكن يبدو أن بوتين لا يرغب في التواجد التركي في سوريا.
أسفرت المحادثات التي استمرت ست ساعات عن اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن الصفقة تركت عددًا من القضايا الحاسمة غامضة، إن مشاهدة ما يحدث على أرض الواقع هو الآن طريقة لقياس ما إذا كان قد تم حل هذه المشكلات أو كيف تم حلها.
وعلى رأسها المجال الجوي، حيث يحظر على الأتراك التحليق فوق إدلب، لتظل القوات الجوية الروسية والسورية هي المسيطرة ولها الكلمة في معارك إدلب، كما أن بوتين لم يحسم مع أردوغان مصير الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ما يعنى أن روسيا تنوي القضاء عليهم، ومنح تركيا فرصة من خلال الهدنة لكبح جماح هذه الجماعات أو قيام تركيا بعمليات سرية ضدهم للقضاء عليهم.
وأكد الموقع أن ما حدث خلال الأيام الماضية أرسل لأردوغان رسالة بأنه يتعامل مع الجمهورية العربية السورية وليس نظام الأسد، خصوصًا مع احتفالات أهالي حلب بالتحرير من الاحتلال التركي.