تكنولوجيا

هل تبرمجنا الخوارزميات؟

|
03:14 2019/09/01
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لأن الخوارزميات تميل إلى إظهار المحتوى الذي حصل على أكبر قدر من التفاعل، فسينتج عن ذلك برمجة خفية لتفكيرنا وطريقة تعاملنا مع الشبكات الاجتماعية. ولأننا نرغب في الحصول على أكبر قدر من التفاعل – ظناً منا أن من يتفاعلون يهتمون بنا أصلاً – فإننا نقوم بكاتبة ونشر نسخ معدلة من محتوىً سابق، محاولة منا الحصول على أكبر قدر “اللايكات” و “الريتويت”.

 

هذا الشيء يتنافى مع فكرة الشبكات الاجتماعية التي تريد أن تكون مرآة رقمية لحياتنا وتوجد طرق تواصل أسرع مع من نحب.

 

بدل كل ذلك أصبحنا ننشر ما نعتقد أنه سيعجب الناس، وذلك لأن الخوارزميات تروج لهذا النوع من النشر، ولهذا السبب سوف ترى الكثير من الناس تنشئ قنوات يوتيوب “مقالب” او “فلوجات” لأن الخوارزميات تظهر أن هذا هو المحتوى المرغوب.

 

وسترى الناس تنشر مقولات وصور وفيديوهات مؤثرة على تويتر وفيسبوك، وهذا الشيء لا ينبع من رغبتهم في نشر الوعي أو المعرفة والحكمة، بل لأنه رؤوا أن التفاعل يأتي من نشر هذا النوع من المحتوى – حتى لو كان مكرراً. لذلك لا تعجب لو شاهدت صديقك ينشر أموراً لا تتناسب مع شخصيته، فالأرقام والخوارزميات أصبحت تحكم تصرفاتنا على الإنترنت لأن الكل يرغب في الحصول على جمهور حتى ولو لبضع دقائق.

 

تغير سلوكي؟

لا زلنا في لا نفهم تأثير الخوارزميات الكامل على أوجه كثيرة من حياتنا. وتظن أنني أتحدث عن الشبكات الاجتماعية ويوتيوب فقط. فساعة أبل التي تلبسها في يدك سوف تخبرك متى يفترض أن تقف وتتحرك، وستراقب حالتك الصحية، ولو كنت متوتراً ستطلب منك الساعة أن تأخذ من وقتك دقيقة للتنفس ببطء، وهذه المعلومات التي تصلك عبر الساعة لها أثرها على سلوكك.

 

توجد الكثير من الأمثلة التي نستطيع التحدث عنها، لكن تغلغل الخوارزميات الذكية في حياتنا مازال في بدايته، كما أن تنوع الشركات التي تقدم أنوع مختلفة من الخوارزميات، مثل تلك التي تتعلق بالتسلية (يوتيوب – فيسبوك – تويتر) أو التي تتعلق بالصحة (ساعات أبل وجوجل) أو تلك التي تخبرك بسلوك طريق معين من أجل الوصول إلى المنزل (خرائط جوجل)، هذا التنوع يصعب علينا حصر التأثير في خوارزمية واحدة.

 

نحتاج وقتاً قبل أن يصل تأثير هذه الخوارزميات للمرحلة التي تحكم سلوكنا اليومي، لكننا سنصل لمرحلة يصبح جل اعتمادنا على خوارزميات تخبرنا ماذا نشاهد؟ وكيف نتحرك؟ وأين نذهب؟ وما خفي أعظم، ووقتها هل نستطيع أن نقول أننا نمتلك إرادة حرة؟

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية