قالت صحيفة "Irish Times" الأيرلندية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مضطر لأن يتجنب الدخول في صدام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن الأزمة في سوريا، لافتًا إلى أن سياسات الأول جعلت أنقرة في معزل عن كل حلفائها، ولن يتبقى له سوى موسكو لكي يعتمد عليها في النهاية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد هدد بشن هجوم عسكري ضد الجيش السوري المدعوم من روسيا إذا رفض وقف إطلاق النار والانسحاب من إدلب السورية بحلول نهاية الشهر، في حين أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال، أمس الخميس، إن هناك بعض التقارب مع روسيا بشأن محادثات إدلب، لافتًا إلى أن تركيا وروسيا ستكثفان محادثاتهما بشأن إدلب في الأيام المقبلة.
وأوضحت الصحيفة، أن روسيا ليست مستعدة لوقف إطلاق النار طالما أن الجماعات الإرهابية التي يدعمها أردوغان ما زالت موجودة في المحافظة السورية، وبدوره أشار وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، إلى أن الدولة السورية تسيطر الآن على 90% من أراضيها، مؤكدًا ضرورة القضاء على ما تبقى من بؤر الإرهاب في سوريا.
وذهب المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إلى أبعد من ذلك عندما قال إن بلاده لن تنهي دعمها للحكومة السورية طالما لا تزال البلاد تواجه الهجمات الإرهابية من تركيا داخل أراضيها.
ولفتت إلى أن خوف أردوغان من تفاقم أزمة اللاجئين ونزوحهم نحو الحدود التركية، جعل أردوغان يتراجع في تنفيذ تهديداته بمضاعفة عدد القوات التركية في إدلب، مؤكدًا أن سياسات أردوغان في إدلب ودعمها الجماعات المتطرفة أدت إلى عزل تركيا عن حلفائها من العالم العربي من ناحية ومع دول الاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى.
أما بانسبة إلى روسيا، والتي تعتمد عليها أنقرة بشكل كبير، فأكدت الصحيفة أن الأزمة السورية أظهرت مدى تفوق نفوذ موسكو على أنقرة، ومدى احتياج أردوغان للنفوذ الروسي، وهو ما يفسر سر تراجع أردوغان وعدم تنفيذه لتهديداته الهجومية بشأن إدلب.