محلي

هل ننتظر أن ينتهي الانقلاب من تلقاء نفسه أم ماذا..؟!

وسام عبدالقوي

|
قبل 2 ساعة و 38 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

 

○ مع استمرار وطول الموقف السلبي من قبل الشرعية وقواتها وقواها وحلفائها وأيضاً المجتمع الدولي الذي يحاول تصوير نفسه سنداً للشرعية وخصماً لما يتجاوزها، بما في ذلك الانقلاب، مع كل هذا وذاك الصمت والهدوء تجاه جماعة الحوثي الانقلابية.. يتساءل الشارع اليمني اليوم: ما الذي ينتظره كل أولئك ليحققوا وعودهم للشعب اليمني..؟! هل ينتظرون من الجماعة الإرهابية المتمردة مثلاً أن تعود إلى رشدها وتنهي انقلابها وتدعو ممثلي الشرعية بكل ترحاب إلى استعادة الدولة المختطفة واستلام مقاليد الحكم والسلطة..؟!

○ بكل تأكيد ودون أدنى احتمال للشك في أن جماعة الحوثي الانقلابية لا يمكن أن تتراجع خطوة واحدة إلى الوراء، بل على العكس فالجماعة المتمردة لن تفوِّت أية فرصة أو بادرة تمكِّنها من المزيد من التقدم في مشروعها الانقلابي، لأسباب واقعية عدة، يأتي في مقدمتها من حيث الأهمية سببان رئيسيان.. الأول هو أن الجماعة تذوقت حلاوة السلطة والقوة وتبعاتهما، ومن شبه المحال التخلي عن هذا العنصر الحيوي، الذي جعل منها كياناً يذكر، ليس على المستوى المحلي وحسب وإنما على المستوى الإقليمي الواسع..

○ السبب الثاني وهو ذو أهمية أكبر وأكثر حساسية وحتمية هو إدراك الجماعة اليقيني أنها خلال فرض نفسها على اليمنيين كسلطة أمر واقع جبرية، قد أصبحت بممارساتها وتسلطها القمعي والأناني واللصوصي، كياناً مكروهاً ومنبوذاً، وأن مستوى القابلية تجاهها أصبح مرتبطاً فقط بمدى قوتها وتسلطها، وأن أي تراجع أو تهاون منها في ذلك هو بمثابة عملية انتحار جماعية ستؤدي إلى اجتثاثها من الوجود.. فقد وصلت الجماعة تحت إغراء السلطة والجاه والمال، إلى مرحلة غير آمنة، نتيجة للغرور والتسلط وسوء التعامل مع اليمنيين.

○ إن الجماعة اليوم لا تراهن أبداً على قاعدتها الجماهيرية، ولا تركن إلى امتداد سلطتها في مناطق نفوذها، فهي تعلم أن أي مجرد تحرك عسكري مناهض لها سرعان ما سيحظى بسند شعبي كبير، مما يمكِّن من الإطاحة بها بأسرع مما هو متصوَّر والعبث بأسطورية وجودها (المفتعلة) بأسهل مما كان منتظراً.. ولكنها تراهن فقط على مواقف خصومها المتمترسة وراء الضباب، والمرتبطة بكل الأحوال بمقتضيات الحاجة لدى القوى الدولية التي تدير شئون المنطقة عموماً، والتي صارت تدرك جيداً أنها، أي الجماعة، أصبحت ضمن أدوات تلك القوى، وأن انقلابها من مجريات إدارة المنطقة والعبث في واقعها الاستراتيجي.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية