محلي

اليمن.. الحل المنتظر في قرار سياسي واحد

نوح إدريس:

|
قبل 8 ساعة و 6 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لقرابة نصف قرن كان اليمني يتباهى بوجوده في هذا الوجود ويتباهى أكثر بمكانته العالية بين الأمم والشعوب، إنسان صاحب تاريخ وحضارة ويحيا في حاضر دولة متماسكة مستقرة ومستقلة.. دولة تتبع تعاليم الجمهورية والوحدة والديمقراطية..
لطالما دعا اليمني وهو يشق طريقه صوب المستقبل التاريخ إلى أن يسجل انجازاته في الحياة على المستويات كافة في ظل بلاد تؤمن بالحرية والعدل والمساواة .
للأسف منذ العام 2011م اضطر التاريخ أن يسلم المهمة إلى الهيئات والمؤسسات الأممية بعدما اغلقت السجلات السابقة لعدة أسباب فرضتها مؤامرات وتطورات الواقع .
في اليمن لم يعد هناك شيء مما سبق .. باتت مهمة هذه الجهات الدولية تنحصر في رصد معاناة الشعب وأن تحصي في دفاتر المصائب مستويات أوجاعه في كل المناطق و الأحوال .. كأنه الوحيد في العالم الذي يواجه الحياة دون أن يعيشها.
في صفحات السجل الجديد تأتي آخر تطورات وتدهورات الوضع الإنساني والصحي في أقل من شهر بحسابات الأمم .
أرقام تحمل معها أجزاء لا تحتمل من صورة المأساة التي باتت تعصف بأهل اليمن على مرأى ومسمع. 
في البداية تحذر منظمة الأغذية والزراعة من تصاعد حالات المجاعة معلنة أن " أكثر من 18 مليون يمني سيظلون في حالة انعدام شديد للأمن الغذائي حتى فبراير 2026 م " .
رغم توفر المواد الغذائية في الأسواق فإن " الفاو" ترجع الأسباب إلى" ضعف القدرة الشرائية وتفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية ".
قبل أيام أعلنت الأمم المتحدة أن اليمن يحتل المركز الثاني عالميا في تفشي وباء الكوليرا والثالث في عدد الإصابات. 
سجلت منظمة الصحة العالمية 225 وفاة بالكوليرا من بين 81,189 حالة اشتباه بالإصابة خلال العام الجاري. منذ مارس 2024م إلى أغسطس 2025م توفي 1073 شخص بالكوليرا بحسب تقارير المنظمة. 
وفي اليمن أعلن مؤخرا عن استمرار تفشي فيروس شلل الأطفال. هناك 480 حالة إصابة مؤكدة تمكنت منظمة الصحة العالمية من تسجيلها في السنوات الأربع الأخيرة من بينها 29 خلال العام الجاري. 
الكوارث المتتالية على اليمن أرضا وإنسانا لم تعد بحاجة إلى قرار صحي أو اقتصادي أو توعوي .
تتطلب المسألة قرارا سياسيا.. وحده قرار التحرك والقضاء على مليشيا الحوثي الكفيل بالقضاء على كل مآسي البلاد ومجاعاتها وأمراضها وأوبئتها. قرار وحده القادر على إنقاذ حياة الملايين وإغلاق كل سجلات الخطر السابقة المتعلقة باليمن والأسوأ في تاريخه.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية