اختطفت مليشيا الحوثي العشرات من المواطنين في عدد من مديريات محافظة البيضاء، وسط اليمن، ضمن حملة مداهمات جديدة تشنّها منذ مطلع الأسبوع، بعد أيام فقط من حملة مماثلة طالت أكثر من خمسين مواطناً بالمحافظة.
وقالت مصادر حقوقية إن عناصر من المليشيا نفذت، خلال الأيام الماضية، اعتقالات واسعة في مديريات الشريه والقريشية وعدد من المناطق المجاورة، استهدفت عشرات المدنيين من دون أوامر قضائية، واقتادتهم إلى جهات مجهولة.
ووفقاً للمصادر، فقد شملت الحملة اختطاف عدد من أبناء قرية آل السلال بمديرية الشريه، على خلفية رفع شعار الجماعة المعروف بـ"الصرخة" داخل بعض مساجد المنطقة، ما تسبب بتوترات واسعة بين الأهالي والمسلحين الحوثيين.
من جانبها، ذكرت عضو لجنة التحقيق الوطنية، الحقوقية إشراق المقطري، أن مليشيا الحوثي نفذت منذ الثلاثاء الماضي حملة اختطافات ومداهمات مكثفة في عدد من مديريات محافظة البيضاء، مشيرة إلى أن الانتهاكات طالت المدنيين بشكل عشوائي ودون مبررات قانونية.
وأضافت المقطري أن الجماعة نفذت حملة أخرى في قرية “الزوب” بمديرية القريشية، واختطفت عدداً من أبناء القرية، من بينهم فياض عبدربه صالح أحمد الزوبه، وموسى عباد محمد علي الزوبه، وخالد جبر عبدالله جارالله الزوبه، مشيرة إلى أن مصيرهم ما يزال مجهولاً حتى الآن.
وأكدت مصادر محلية أن هذه الحملة تأتي ضمن سياسة ترهيب ممنهجة تنفذها مليشيا الحوثي ضد سكان البيضاء، عقب تصاعد رفض الأهالي لسياسات المليشيا وتجنيدها الإجباري للشباب، مشيرة إلى أن الحوثيين يستخدمون حملات الاختطاف كوسيلة لإسكات المعارضين وإخضاع المناطق المتوترة.
وتطالب منظمات حقوقية محلية ودولية بوقف هذه الممارسات التعسفية والإفراج الفوري عن جميع المختطفين، محمّلة المليشيا مسؤولية سلامتهم، ومؤكدة أن استمرار هذه الانتهاكات يعمّق معاناة المدنيين في واحدة من أكثر المحافظات اليمنية تضرراً من الحرب.