كشفت مصادر حقوقية عن تنفيذ مليشيا الحوثي حملة اختطافات واسعة بحق المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، حيث تجاوز عدد المختطفين 230 شخصاً خلال الأسبوعين الماضيين، في واحدة من أكبر حملات القمع التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
وقالت عضو لجنة التحقيق الوطنية، الحقوقية إشراق المقطري، في تدوينة على منصة "إكس"، إن عدد من تم رصدهم حتى الآن بلغ 236 شخصاً من ضحايا الاعتقالات التعسفية التي نفذتها مليشيا الحوثي على خلفية مشاركتهم في احتفالات ذكرى الثورة ضد الحكم الإمامي.
وأوضحت المقطري أن المعتقلين شملوا طلاباً وشباباً وناشطين وموظفين حكوميين، جرى اختطافهم من منازلهم أو من الشوارع أثناء رفعهم أعلام الجمهورية أو تشغيلهم أناشيد وطنية تمجّد ثورة سبتمبر، مشيرة إلى أن العديد منهم ما يزالون قيد الإخفاء القسري في سجون الجماعة بصنعاء وذمار وإب والحديدة.
ووفق تقارير ميدانية، نفذت مليشيا الحوثي حملتها قبيل وأثناء وبعد الاحتفالات الشعبية بذكرى ثورة 26 سبتمبر، في محاولة لمنع أي مظهر من مظاهر الفرح الشعبي أو رفع العلم الجمهوري، الذي تعتبره الجماعة "رمزاً للنظام الجمهوري الذي أسقط حكم أجدادها الإمامي عام 1962".
وبحسب ناشطين، انتشرت الدوريات الحوثية في الأحياء السكنية والمدارس والجامعات لملاحقة كل من يُظهر مظاهر احتفال، فيما فرضت الجماعة رقابة مشددة على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وأغلقت عدداً من المقاهي والمحال التجارية التي بثت أناشيد الثورة أو عرضت لقطات من الاحتفالات.
وأكدت منظمات حقوقية أن ما جرى يعكس نهجاً ممنهجاً من قبل المليشيا لقمع أي صوت جمهوري أو وطني يُذكّر اليمنيين بثورة 26 سبتمبر ومبادئها في الحرية والمواطنة والمساواة، معتبرة أن هذه الحملة تأتي امتداداً لسياسة الحوثيين في طمس الهوية الوطنية واستبدالها بثقافة طائفية دخيلة.
وطالبت منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية الأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى اليمن بالضغط على جماعة الحوثي لإطلاق سراح جميع المعتقلين فوراً، ووقف حملات الاعتقال القمعية التي تتنافى مع القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
يُذكر أن ذكرى ثورة 26 سبتمبر هذا العام شهدت تفاعلاً شعبياً واسعاً في عدد من المحافظات، رغم القيود الأمنية التي فرضتها الجماعة، حيث عبّر آلاف اليمنيين عن تمسكهم بقيم الثورة والجمهورية، في رسالة تحدٍ واضحة لسلطة الحوثيين التي تحاول إعادة البلاد إلى عهود الاستبداد والإمامة.