أفاق الشعب اليمني على فجرٍ صبيٍّ حين انسابت أشعة أمِّ الثورات مع بزوغ السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، بعد ليل حالك نسجه أئمة الضلال طيلة 1200 عام. لم يخطر ببال الإمامة أن استبدادها سيتلاشى، لكن رياح الثورة جاءت كما اشتهى الثوار، فكانت سبتمبر المجيدة وملاحقة فلولها.
ثلاثة وستون عاماً مرّت، والإماميون الكامنون في مفاصل الجمهورية يتربصون بها، حتى جاء يوم نكبة 21 سبتمبر 2014 ، فسطت مخلفات الإمامة بثوب حوثي فارسي، معتبرين الانقلاب "عمليةً قيصرية"، فيما أعلن مندوب طهران أن صنعاء العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران. وللأسف، انضمت قوى جمهورية سابقة إلى هذا المشروع، مؤيدة لاحتلال مؤسسات الدولة.
اليوم، بعد ستة عقود من سبتمبر وعشرة أعوام من النكبة، يرى اليمنيون كيف تمضي الجماعة الحوثية لمحو معالم الثورة، فصار رفع العلم الجمهوري كابوسًا يؤرقها، وصدح النشيد الوطني جريمة تستفزها. لقد جاءت ثورة 26 سبتمبر بقيم الحرية والعدالة والمساواة، فيما جاء الحوثيون بنهج سلالي طائفي يستعبد الأمة وينهب ثرواتها.
يكفي عاراً محاولة طمس رموز الثورة واستبدالها بأسماء سلالية هامشية. لكن سيبقى السادس والعشرون من سبتمبر متوهجاً في قلوب اليمنيين، ونجماً يهدي الثائرين نحو التحرير وبسط سلطة النظام الجمهوري على كل ربوع الوطن.