آراء

صرخة وجع من قلب الثانوية

فاطمة احمد محمد البحيث

|
قبل 4 ساعة و 42 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أكتب وقلبي يعتصر ألماً على واقعٍ لم أتخيل أن نعيشه في ثانويتنا.

أنا طالبة من ثانوية مودية للبنات، الثانوية التي كانت وما زالت بيتنا الثاني،

فيها تعلمنا الحلم، وفيها وجدنا القدوة، وفيها صنعنا ذكريات لا تُنسى.

كل صباح نرى معلماتنا يأتين رغم التعب والظروف الصعبة،

يبتسمن في وجوهنا ليزرعن فينا الأمل،

بينما نحن نعلم أن وراء تلك الابتسامة قلوباً مرهقة تصارع من أجل الاستمرار..

نراهن يدرسننا بحب، يقدمن كل ما يستطعن دون انتظار مقابل،

لكن المؤلم أن لا أحد يلتفت لجهودهن، ولا أحد يسأل كيف يصمدن وسط كل هذا الإهمال.

ثماني متعاقدات يعملن في صمت،

يحملن همّ الطالبات قبل همّ أنفسهن،

ومع ذلك لم يجدن من يُقدّر، أو حتى من يُعطيهن أبسط حقوقهن...

هل يُعقل أن يُنسى تعبهن بهذه السهولة؟

هل يُعقل أن تُترك مدرستنا، الثانوية النموذجية الوحيدة في المديرية،

دون دعمٍ أو اهتمام من أي جهة؟

نحن الطالبات نشعر بالعجز والحزن،

فما نملكه هو القلم والكلمة فقط،

نكتب لنُسمع صوتنا، نكتب لأننا نخشى أن يأتي يوم

نعود فيه إلى مدرسةٍ بلا معلمات، بلا علم، بلا أمل...

يا مجلس مودية، يا مكتب التربية، يا رجال الخير،

هل عجزتم عن دعم صرحٍ يُربي جيلاً من بناتكم؟

هل أصبح التعليم عبئاً في نظر الجميع؟

كفى تجاهلاً، فالتعليم هو النور الأخير في هذا الظلام الطويل،

فلا تطفئوه بأيديكم.

وفي هذا السياق، أشارككم هذه الكلمات المؤثرة التي كتبتها أخصائية الثانوية: رسالة خذلان

اتوجه بها لكلاً من

المجلس المحلي لمديرية مودية

مكتب التربية والتعليم لمديرية مودية

رجال الاعمال في المديرية

الآباء والامهات بشكل عام

أعجزتم عن توفير مبلغ مالي بسيط لتغطية رواتب 8متعاقدات بذلين قصارى جهدهن في خدمة الثانوية

مقارنة بتوفير أكثر من هذا المبلغ لأمور قد تكون تافهة

في أغلب الأحيان.

ياللأسف

ثانوية مودية للبنات

الثانوية النموذجية والوحيدة في المديرية والتي تأتي لها الطالبات من مختلف القرى

اعجزتم عن تقديم دعم مالي لها لمواصلة سيرها في تربية وتعليم الفتيات.

أعجزتم عن تقدير عمل طاقم افنى وقته وجهده لخدمة بناتكم.

أيُّ عجزٍ هذا وأيُّ خذلان.....

✍🏼 وهذا الكلام بقلم أخصائية الثانوية

وأنا كطالبة، أكتب هذه الكلمات وقلبي يملؤه الأمل رغم الوجع،

الأمل في أن تصل أصواتنا إلى من بيده القرار،

الأمل في أن يرى الجميع كم أن التعليم يستحق أن يُساند،

كم أن معلماتنا يستحققن التقدير، لا الإهمال.

نحن لا نطلب المستحيل،

بل فقط أن يشعر أحد بما نشعر،

وأن تمتد يد الوفاء لتُبقي هذا الصرح شامخاً كما كان دائماً..

فالتعليم ليس مطلباً… إنه حياة...

وإن أُطفئ نوره، أُطفئ المستقبل كله.

فاطمة محمد احمد البحيث

19 اكتوبر 2025

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية