محلي

نكبة 21 سبتمبر.. ذكرى انقلاب دموي يحتفل به الحوثيون على أنقاض بلد منهك

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 2 ساعة و 14 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

فيما يرزح اليمنيون تحت معاناة إنسانية هي الأكبر في العالم، تصر مليشيا الحوثي على إحياء ذكرى 21 سبتمبر، باعتبارها "إنجازاً تاريخياً"، في حين يراها غالبية اليمنيين نكبة وطنية سوداء دشنت مرحلة من الفوضى والدمار والحروب التي لم تنتهِ حتى اللحظة.

في مثل هذا اليوم من عام 2014، استيقظ اليمنيون على مشهد مختلف: سقوط الدولة في العاصمة صنعاء، وانقضاض جماعة مسلحة على السلطة بقوة السلاح، منذ ذلك الحين، انزلقت البلاد إلى حرب أهلية مدمرة، وأزمة إنسانية صنفتها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ عالمياً"، مع نزوح ولجوء ملايين اليمنيين، وتدهور اقتصادي غير مسبوق.

خلال الأعوام العشرة الماضية، حصدت الحرب أرواح مئات الآلاف بين قتيل وجريح، فيما انهار الاقتصاد الوطني بشكل شبه كامل.

وبحسب تقديرات منظمات إنسانية، يعيش أكثر من 17 مليون يمني في دائرة انعدام الأمن الغذائي، فيما حُرم مئات الآلاف من رواتبهم وخدماتهم الأساسية منذ أن فرض الحوثيون سلطتهم على المؤسسات الحكومية.

ويرى مراقبون أن مليشيا الحوثي أعادت إنتاج نموذج الحكم الإمامي الذي عرفه اليمن قبل ثورة 26 سبتمبر 1962، من خلال فرض نظام يقوم على القمع والتمييز الطبقي واستغلال موارد الدولة لصالح قيادات محدودة، بينما يعيش غالبية المواطنين في ظروف مأساوية من الفقر والعوز.

وفي صنعاء، التي ترزح تحت قبضة الحوثيين منذ عقد كامل، تتجلى آثار الانقلاب بشكل واضح؛ فالعاصمة التي كانت تعج بالحياة باتت تعاني عزلة خانقة، وسط حصار اقتصادي وغياب شبه كامل للخدمات، وتزايد معدلات الجريمة، فضلاً عن الفقر الذي يطحن السكان.

ورغم هذا الواقع القاتم، يصر الحوثيون على إحياء ذكرى انقلابهم عبر فعاليات ومظاهر احتفالية، تثير مشاعر الغضب والسخط لدى كثير من اليمنيين الذين يعتبرون هذا اليوم بداية نكبة أحرقت البلاد ومزقت نسيجها الاجتماعي، وفتحت الباب أمام تدخلات إقليمية ودولية عمّقت الأزمة اليمنية.

ويقول مواطنون تحدثوا لـ"اليمن اليوم" إن إحياء الحوثيين لهذه المناسبة يمثل استفزازاً لملايين الأسر التي فقدت أبناءها وبيوتها ومصادر عيشها بسبب الحرب، مؤكدين أن "لا مجال لأي احتفال في بلد تتصدر مآسيه نشرات الأخبار العالمية".

وبينما تتواصل الخسائر الاقتصادية والبشرية بلا أفق لحل سياسي قريب، يبقى يوم 21 سبتمبر محفوراً في ذاكرة اليمنيين كيوم أسود غيّر مسار حياتهم، وأدخل البلاد في دوامة من الأزمات لا تزال تدفع أثمانها حتى اليوم.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية