آراء

لا يجتمع السبتمبران..!!

وسام عبدالقوي الدبعي

|
قبل 2 ساعة و 6 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

من العبث الخوض في مقارنة لا معنى لها بين ٢١ و ٢٦ سبتمبر.. بل إنه من الغباء القبول بالدخول في جدل هو أقصى من العقم بمراحل لا عداد لها..!! ومما يذهل حقاً أن هناك ممن هم في صف الشرعية والدولة، يتم النجاح في استدراجهم إلى نقاشات وجدليات في هذا السياق، لم تكن لتوجد أصلاً لولا استجابتهم وتفاعلهم مع من يوقعون بهم، ويجرونهم إلى الحديث عن حدثين هما تحديداً من أبرز أوجه التناقض والاختلاف، ولا شيء يكاد يجمع بينهما إلا المسمى الشهري (سبتمبر)، ولكن شتاااان ما بين سبتمبر وآخر..!!

وفي ذات السياق نجد هناك زمرة من المتلونين، وهذا تحديداً أوانهم، خصوصاً في الداخل اليمني، يهتفون باسم ثورة كل اليمنيين العظيمة ٢٦ سبتمبر، ولا يفوتون الحديث عن ٢١ باعتباره حدثاً مفصلياً في تاريخ اليمن، ويحاولون الإشارة من قريب ومن بعيد إلى أخطاء يمكن تلافيها (حسب زعمهم) وإصلاح شأن البلاد لو تم ذلك..!! وهؤلاء في رأيي أكثر خطورة وأشد نفاقاً ممن يعلنون موقفهم صراحة ضد ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة، بل هم أكثر الناس كفراً بأفكار التحرر والانعتاق من الكهنوت وعبودية البشر..!!

وبالنظر للواقع وإعمال العقل واستئناساً بالمنطق، فإنه من غير الصحيح بل من المستحيل أن تكون مؤمناً بثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة وأهدافها وأفكار ومشروع من قاموا بها وتنعم ولو بشيء قليل من منجزاتها، ثم تتقبل الانقلاب عليها، أو تتوافق مع حركة انقلابية فئوية عنصرية طارئة، تتناقض مع كل تلك الأهداف والطروحات والمنجزات، التي تثبت كلما مر الوقت وتتابعت الأحداث أن ٢٦ سبتمبر ثورة وجدت لتستمر إلى مالا نهاية.. ثورة شعب انتفض ليدحر الطغاة، بينما تلك (٢١) في الضفة الأخرى من الحقيقة حركة مضادة وجدت لتستعيدهم..!!

في الأخير ما أود الإشارة إليه وكتبت هذا من أجله هو أن جماعة الحوثي الانقلابية، تعمل بطريقة ماكرة (كعادتها) على محاولة سحب البساط من تحت الثورة الأم لكل اليمنيين ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م، لحساب حركتهم الانقلابية العنصرية والاستئثارية، التي هي في الأصل انقلاب مباشر وظاهر على تلك الثورة..!! ولا يخجل بعض من يناصرونهم أو يتجندون في صفوفهم وتحت رايتهم، حين يدرجون تلك الحركة الانقلابية، ضمن التطورات الطبيعية لثورة السادس والعشرين، على الرغم من علم أكثرهم أن الحدثين وفكراهما متناقضان تماما، ولا يمكن أن يسيرا في طريق أو اتجاه واحد..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية