تواجه العاصمة اليمنية صنعاء عزلة غير مسبوقة في أعقاب الضربات الإسرائيلية الأخيرة، وسط غياب أي تضامن عربي أو دولي مع المدنيين اليمنيين الذين سقطوا ضحايا، في مشهد اعتبره مراقبون نتيجة مباشرة لجرائم الحوثيين وانتهاكاتهم بحق اليمنيين خلال سنوات الحرب.
وبحسب تقارير حقوقية ودبلوماسية، فقد أدى تصاعد الانتهاكات الحوثية، من قمع للصحفيين وقتل للمدنيين، إلى تجريد صنعاء من أي حاضنة خارجية أو تضامن رسمي أمام الاعتداءات الإسرائيلية. ففي الوقت الذي تسارع فيه دول ومنظمات لإدانة أي عدوان إسرائيلي على غزة أو غيرها، ساد الصمت الكامل تجاه الهجمات التي استهدفت صنعاء وأوقعت مئات القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال.
الدكتور محمد جميح، سفير اليمن لدى اليونسكو، أشار في منشور لافت إلى هذا التناقض، متسائلًا: "لماذا يتحرك العالم للتنديد عند قصف غزة أو الدوحة، بينما لا يخرج أي موقف رسمي للتضامن مع صنعاء؟"، معتبرًا أن ذلك "أضعف الإيمان" الذي حُرمت منه العاصمة اليمنية.
ويرى محللون أن غياب التعاطف الدولي يعكس فقدان الحوثيين للمشروعية الشعبية والسياسية، بعدما حولوا صنعاء إلى سجن كبير وميدان قمع دموي. ففيما يقاتل قادة المقاومة في غزة في الصفوف الأمامية، يختبئ قادة الحوثيين داخل تحصينات محصنة، تاركين المدنيين عرضة للقصف والمعاناة.
ويؤكد مراقبون أن استغلال الحوثيين لشعار "نصرة فلسطين" لم يعد يقنع أحدًا، إذ انكشفت أهدافهم المرتبطة بالسيطرة على اليمن لا أكثر، وهو ما جعلهم يخسرون القريب والبعيد، ويفقدون أي تضامن إنساني في مواجهة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.