كشفت مصادر محلية في العاصمة صنعاء عن تدهور سريع وغير مسبوق للورقة النقدية من فئة 200 ريال، التي طرحتها مليشيا الحوثي منتصف يوليو الجاري، حيث ظهرت عليها علامات التآكل والاهتراء خلال أيام قليلة من تداولها، وسط استياء شعبي واسع بسبب رداءة الطباعة وسوء جودة الورق المستخدم.
الورقة النقدية الجديدة بدت باهتة اللون، وقد تلاشت بعض طباعاتها بعد أولى عمليات الاستخدام أو الاحتكاك، في مشهد اعتُبر دليلاً على غياب المعايير الفنية واعتماد مواد منخفضة الجودة لا ترقى لمتطلبات العملات المتداولة.
الإصدار الحوثي الجديد تم طباعته بطرق غير قانونية وخارج الإطار المؤسسي المعتمد، في ظل غياب الشفافية ورقابة الجهات النقدية الرسمية. ويأتي هذا الإصدار بعد أقل من 72 ساعة فقط من إعلان الجماعة عن عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً، صُكّت هي الأخرى بآليات مخالفة.
خبراء اقتصاديون أكدوا أن المواد المستخدمة في طباعة هذه الورقة رديئة إلى حد كبير، ولا تتوافق مع المواصفات العالمية المعتمدة لطباعة العملات الورقية. كما أشاروا إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن توجهات الجماعة لفرض نفسها كسلطة نقدية مستقلة، بعيداً عن أي اعتراف بالبنك المركزي في عدن، وتحت ذريعة تعويض العملات التالفة، إلا أنها تعكس حالة تخبط وعبث بالسياسة المالية.
كما حذر الخبراء من أن الطباعة العشوائية وغير المنضبطة للعملة من شأنها تعميق الانقسام النقدي بين مناطق سيطرة الحوثيين والمناطق التابعة للحكومة، وزيادة حالة الارتباك في السوق المحلية، في ظل غياب الثقة بالعملة المتداولة وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
وتواصل ميليشيا الحوثي فرض سيطرتها على المؤسسات المالية في صنعاء، مع منع تداول العملة المطبوعة في مناطق الشرعية، وهو ما أدى إلى انقسام نقدي حاد ألقى بظلاله على النشاط التجاري، وعمّق من معاناة المواطنين في مناطق سيطرتها.