محلي

الذكرى 43 لتأسيس المؤتمر.. روح لا تنطفئ وكيان لا يموت

محمد عبده الشجاع

|
قبل 7 ساعة و 16 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بعيدا عن الأبجديات التي كانت بمثابة ركائز ورؤى لبناء المؤتمر الشعبي العام، وصياغة الميثاق الوطني، وصناعة كتلة حية من كل أطياف المجتمع، يجب ألا نغفل الروح التي تنامت لتصبح أيقونة في جسد الوطن وكل يمني حر؛ آمن بالتعايش والتحولات الكبرى منذ فجر السادس والعشرون من سبتمبر ومواكبة احداث العالم.

تلك الروح كانت بمثابة دستور أخلاقي وقيمي يراعي الأعراف ونسيج الجغرافيا، مستندا على خيار السلام والمحبة والتعاضد واحترام التنوع وكرامة الأفراد وقناعاتهم في أي بقعة وتحت أي سماء.

حين نتحدث عن الحزبية يتصدر المؤتمر الشعبي العام كاستثناء وحين نستعرض البرامج السياسية لكل حزب ينفرد المؤتمر كأنه آلة موسيقية يصدح عزفها بوضوح من بين كل الآلات.

حزب ارتبط بالتنمية كتوجه وبالمعرفة كسلاح والحرية كمبدأ رباني لا يجب تهميشه أبدا وكان سعي هذا الكيان لإيجاد أرضية شاسعة تذوب فيها كافة الفوارق الطبقية ودعوات المذهبية والسلالية، فكانت هناك تراكمات وجهود حثيثة لا يمكن التقليل منها شارك في تأطيرها ثلة من المثقفين ونخبة من السياسيين والوجاهات نساء ورجال حتى من عامة الناس من الفلاحين والمهنيين عمال وحرفيين.

كان الجميع متطلع ومتلهف لتحولات أكثر نجاعة، وكانت العملية الديمقراطية واحدة من أهم المرتكزات التي حركت المياه الراكدة والوعي الشعبي، من خلال المنافسة والتجاذبات، فكانت حالة صحية وان تخللها بعض الإشكالات إلا أنها كانت جزء مهم من تغيير كثير من المفاهيم والمعتقدات.

صاحب تلك الروح دستور منضبط راعى كل خيارات الناس وعلاقاتهم وأفكارهم واعرافهم بما لا يخل بأي شرف أو قيمة، ولا يقلل من أحلام الناس شمالا وجنوباً محاربا العنصرية المقيتة والمناطقية وكل ما له علاقة بتمزيق المجتمعات.

حزب المؤتمر لم يكن برنامج سياسي على ورق بل كان روحا تسري في الأوردة في دماء الناس ورغباتهم التي تعشق السلام، كان فكرة حية وابتكارا لافت سهلٌ وبسيط يدعوا للتعددية والمواكبة والحداثة، أراد إزاحة مناطق ضبابية، واجه الكثير من التعقيدات بقيادته الحكيمة، وتقبل بصدر رحب النقد، وسعى للإصلاحات لو لا ما حدث من انتكاسة أعادة العجلة للورى، وسط زحام الشعارات البراقة التي كانت بمثابة الفخاخ.

اليوم يجب على هذه الروح أن تستعيد بريقها لطالما أنها ما تزال تقاوم، وأن تقيم لنفسها مصدات شعبية كما عودتنا وأن تبحر بالسفينة من جديد قبل أن تصدأ أو تتصدع أكثر، لأن الوطن وناسه أحوج ما يكون لهذه الروح في هذا التوقيت العصيب الذي فرضته قوى فوضوية إرهابية لا تؤمن بالتعايش ولا بالتعددية ولا تستسيغ رؤية الحرية كظلال وارفة وبرود.

#الذكرى_ 43_لتاسيس_ المؤتمر

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية