محلي

تنامي التحالف بين حركة الشباب الصومالية ومليشيا الحوثي

"أفريكا ديفنس فورم" - اليمن اليوم:

|
12:44 2025/06/28
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

 


صرَّح فريق مراقبة تابع للأمم المتحدة في عام 2024 بأن العلاقة بين حركة الشباب الإرهابية في الصومال وجماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن عبارة عن علاقة ”نفعية أو انتهازية، وليست مذهبية.“

وذكرت الأمم المتحدة في تقرير صادر في عام 2025 أن هذه العلاقات تتعمق ويتنامى خطرها الأمني على منطقتي القرن الإفريقي والبحر الأحمر.

وجاء في التقرير الصادر بتاريخ 6 فبراير ما نصه:”ظلت الأسلحة تتدفق من اليمن إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حركة الشباب في الصومال، وتسلمت حركة الشباب بين شهري يونيو وسبتمبر (2024) أسلحة وذخائر ومتفجرات متنوعة عبر ميناءي مركا وبراوة في شبيلي (السفلى).“

وأضاف: ”وتبيَّن أن هذه الأسلحة استُخدمت في هجمات استهدفت معسكرات تابعة لبعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال في شبيلي (السفلى) في شهري سبتمبر ونوفمبر.“

واتهم السيد حسن شيخ محمود، رئيس الصومال، الحوثيين المدعومين من إيران بأنهم السبب في انتشار الأسلحة التي قوَّت شوكة حركة الشباب وجعلتها تجدد هجماتها في الأشهر الأخيرة. والجيش الوطني الصومالي بين الإقبال والإدبار في معاركه المستمرة لطرد هؤلاء الإرهابيين الموالين لتنظيم القاعدة من المناطق التي يسيطرون عليها.

وأبرم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب معاهدة عدم اعتداء مع الحوثيين في عام 2022، واستكثر من العمل معهم على نقل الأسلحة وتنسيق الهجمات لاستهداف القوات الحكومية اليمنية منذ عام 2024.

وقد قام التحالف بين حركة الشباب والحوثيين على المنفعة، وذلك بتهريب الأسلحة بين الصومال واليمن، مع بعض التسهيلات من تنظيم القاعدة العالمي وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ويفصل بين البلدين خليج عدن الذي يبلغ عرضه 280 كيلومتراً فقط في بعض المناطق.

ويقول المحللان إبراهيم جلال وعدنان الجبرني في تقرير نشره مركز كارنيغي للشرق الأوسط يوم 14 مارس:”أمست سواحل الصومال التي يسهل اختراقها شريان حياة لأنصار الله للحصول على الإمدادات الإيرانية والمعدات الصينية اللازمة لنمو برنامج المسيَّرات والصواريخ الذي تدعمه إيران.“

ومن المعهود عن حركة الشباب أنها تستخدم أسلحة كالبنادق الهجومية وقذائف الهاون والعبوات الناسفة محلية الصنع؛ أما الحوثيون، فيوفرون أنظمة أكثر تطوراً، كالمسيَّرات المسلحة وصواريخ أرض-جو.

وفي المقابل، شاركت حركة الشباب الحوثيين بشبكتها الاستخبارية الساحلية وباعها الطويل في القرصنة. وزادت أموال الجماعتين على إثر تصاعد الهجمات البحرية، مما أدى إلى تأجيج الصراع على جانبي خليج عدن.

ويقول مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية في مقال صادر بتاريخ 28 مايو: ”زاد وصول الحوثيين إلى بحر العرب وغرب المحيط الهندي بفضل تعاونهم مع حركة الشباب وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.“
وأضاف: ”وفضلاً عن ذلك، فإن شبكة حركة الشباب من المقاتلين والمتعاطفين والمهربين في أرجاء الصومال وشمال كينيا يوفر للحوثيين فرصاً أكثر لنقل شحنات الأسلحة (وكثيرٌ منها من إيران) من المحيط الهندي إلى زوارق راسية على الساحل أو براً إلى خليج عدن الذي ربما ييسر عليهم بلوغ شواطئ اليمن.“
وظهرت علامة أخرى على توسع العلاقة بين الجماعتين في عام 2024، إذ كشف تقرير مجموعة المراقبة الأممية الصادر في فبراير 2025 أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أرسل حينها ما يزيد على 12 من عناصر حركة الشباب إلى اليمن للتدرب على حرب المسيَّرات بهدف توسيع القدرات التكتيكية للجماعة الصومالية، وأن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أطلق تطبيق اتصالات يتيح تبادل الرسائل الحصرية مع حركة الشباب.

وتفيد التقارير الواردة من ولاية بونتلاند شبه المستقلة، الواقعة في شمال شرقي الصومال، بأن المتمردين الحوثيين قد أقاموا قواعد في جبال جوليس على طول سواحل محافظة سناج.

وقد كتب الرائد عبد الرحمن ورسامي، القائد السابق للواء دنب الذي يضم نخبة القوات الخاصة الصومالية، مقالاً نشره موقع "هيران أونلاين" في 10 أبريل يقول فيه:”يُعتقد أن الحوثيين يديرون منشآت لتصنيع الصواريخ في جبال جوليس؛ وورد أنهم اختبروا صاروخاً أطلقوه من عيرجابو في سناج إلى تليح في منطقة صول، مسافة تبلغ 459 كيلومتراً.“

وأضاف: ”يُخفي الحوثيون في جبال جوليس هويتهم، إذ ينتحلون صفة مقاتلين من حركة الشباب لتضليل الأهالي وترهيبهم، وغايتهم من ذلك أن يمنعوهم من مقاومتهم لأنهم قد يعارضون وجودهم إذا عرفوا حقيقتهم.“

وإزاء تعاون الجماعتين بتعزيز مواردهما المالية وتطوير تقنياتهما وقدراتهما العملياتية، يهيب الخبراء بحكومات شرق إفريقيا لتوحيد الصف للتصدي لتنامي عدم الاستقرار بسببهما في القرن الإفريقي والبحر الأحمر وخليج عدن.

وأوصى مركز إفريقيا قائلاً: ”وبعد أن رسَّخت كلتا الجماعتين المتشددتين أقدامهما في دولهما، فإن اجتثاث هذا الخطر لن يحدث بالعمل البحري وحده، بل لا بدَّ من بذل جهود حثيثة لتقليص سيطرة كل منهما على الأرض، إذ تحولت هذه القواعد البرية إلى منصات لشن هجمات بحرية، وزيادة أموالهما، وبناء قدراتهما العسكرية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية