محلي

إيران تُطفئ حربها مع إسرائيل وتتجاهل غزة

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 7 ساعة و 39 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

رغم مزايداتها المتكررة بنصرة القضية الفلسطينية وتبنيها خطاب المقاومة والممانعة، أظهرت إيران وجهًا مغايرًا تمامًا في تعاملها مع الحرب الإسرائيلية الأخيرة، إذ سارعت إلى إيقاف المواجهة مع إسرائيل دون أي ربط بمعاناة قطاع غزة أو حتى الإشارة إلى المذابح اليومية التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين. 

في المقابل، احتفت ميليشيا الحوثي بما وصفته "نصرًا استراتيجيًا" لمحور المقاومة، ونسبت فضل وقف التصعيد إلى إيران وتهديدات الجماعة باستهداف المصالح الأميركية في البحر الأحمر، في مشهد يعكس حالة من الانفصام السياسي والدعائي بين الخطاب والواقع.

طهران تُنقذ نفسها وتتخلى عن غزة

التفاهم المفاجئ الذي جرى بوساطة أميركية وإقليمية بين طهران وتل أبيب أدى إلى وقف فوري للعمليات العسكرية المتبادلة، بعد تصاعد حدة التوتر ووصول الشظايا إلى عواصم خليجية، لكن إيران، التي دأبت على تصدير شعارات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، أغلقت ملف الحرب دون إطلاق صاروخ واحد نصرة لغزة أو حتى ذكر القضية الفلسطينية في بياناتها الرسمية، ما اعتُبر تراجعًا صريحًا عن خطابها الثوري المزعوم.

وفي الوقت الذي كانت فيه غزة تنزف ليلًا ونهارًا، التزمت إيران الصمت، ولم تحاول حتى توظيف الحرب التي اندلعت على خلفية صراعها مع إسرائيل لربطها بالقضية الفلسطينية، حفاظًا على مصالحها الاستراتيجية وسعيًا لتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يهدد مشروعها النووي أو استقرار نظامها السياسي داخليًا.

الحوثيون يحتفلون بنصر لم يتحقق

وفي صنعاء، سارعت ميليشيا الحوثي إلى استثمار الحدث دعائيًا، محتفية بإيقاف الحرب بين طهران وتل أبيب، واعتبرته نصرًا لإيران ومحور المقاومة، وزعمت أن تهديداتها المتكررة باستهداف المصالح الأميركية في البحر الأحمر ساهمت في وقف التصعيد. وتجاهلت الجماعة حقيقة أن وقف الحرب جاء نتيجة ضغوط أميركية قوية على تل أبيب، بعد تحقيقها لأهدافها العسكرية، في حين أن إيران لم تحرز أي مكاسب فعلية، لا سياسية ولا استراتيجية.

خطاب المزايدة وانكشاف الحقيقة

تاريخيًا، ظلت إيران منذ ثورة الخميني عام 1979 ترفع شعارات تحرير القدس ومحو الكيان الصهيوني، لكنها لم تطلق رصاصة واحدة من أراضيها باتجاه إسرائيل. وبدلاً من خوض المعارك بنفسها، استخدمت الجماعات التابعة لها – من حزب الله إلى حماس والحوثيين – لخوض حروب بالوكالة، ضمن مشروع توسعي يقوم على التسلل إلى عمق المجتمعات العربية عبر شعارات دينية وسياسية خادعة، تخفي أجندة طائفية تهدف إلى الهيمنة الإقليمية.

ويؤكد مراقبون أن طهران لطالما تعاملت مع القضية الفلسطينية كورقة مساومة في صراعها مع الغرب، وليست قضية مبدئية أو مركزية كما تدّعي، وأنها تسعى من خلال وكلائها إلى خلق توازن ردع وهمي يعفيها من مواجهة مباشرة، ويمنحها القدرة على الضغط السياسي متى ما أرادت.

 سقوط ورقة التوت

تثبت الأحداث الأخيرة أن ما يسمى بـ"محور المقاومة" ليس سوى مشروع وظيفي يُستخدم عند الحاجة لحماية مصالح طهران، وليس لتحرير فلسطين كما يُروّج، فبينما تنزف غزة وتُذبح دون هوادة، تُطفئ إيران حربها بهدوء، وتنجو بنفسها، وتترك حلفاءها وأبواقها يتغنون بانتصارات وهمية لا وجود لها إلا في وسائل الإعلام الموجّهة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية