في أبريل من العام 2015 وبعد انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة واقتحام مليشياتها للعاصمة صنعاء واستيلائها على المؤسسات بقوة السلاح، أعلن النظام الإيراني سيطرته على أربع عواصم عربية، وأنه أصبح المتحكم الفعلي بقرارها السياسي والعسكري والأمني.
اليوم وبعد عشر سنوات من تباهي النظام الإيراني في الاتساع والهيمنة الإقليمية وسيطرته على أربع عواصم عربية، ها هو يفقد سيطرته على العاصمة طهران التي سرعان ما تحولت إلى خندقٍ متقدم يحركه ويديره الجيش الإسرائيلي من على بعد آلاف الكيلومترات كاشفاً هشاشة النظام الإيراني وفقدانه السيطرة الأمنية في عقر داره.
النظام الإيراني الذي تباهى بتفوقه التكنولوجي في صناعة طائرات الدرون والمسيرات وحولها إلى سلاحٍ فتاك بيد أدواته وأذرعه في المنطقة، يسقط اليوم ويتحوَّل إلى فريسة وهدفا مباشرا للمسيرات الإسرائيلية التي يتم إطلاقها من داخل إيران وأصبحت تمثل وحشاً قاتلا يطارد العلماء والقيادات العسكرية والسياسية الإيرانية في شوارع طهران وتلاحقهم إلى غرف النوم.
وفي الوقت الذي يرى مراقبون أن الطائرات المسيّرة أضحت خلال السنوات القليلة الماضية سلاحاً فتاكاً في الحروب، نظرا لصغر حجمها وصعوبة رصدها واكتشافها ودقتها في توجيه الضربات، إلا أن "إطلاق مسيرات إسرائيلية من داخل إيران" مثل ضربة قوية أفقدت النظام الإيراني توازنه وشلت قدرته العسكرية.
ففي خطوة مفاجئة وفيما كان نظام طهران يحاول لملمة صفوفه ويبحث عن بدائل بعد سقوط قياداته العسكرية في الضربة الأولى، هاجمت المسيرات الإسرائيلية التي انطلقت من داخل الأراضي الإيرانية عدة مواقع عسكرية ونفذت عمليات اغتيال طالت قيادات عسكرية في الحرس الثوري.
ووفقا للمراقبين فقد كشفت المشاهد التي أظهرت عناصر من الموساد وهم يطلقون المسيرات من قلب إيران، مدى هشاشة النظام واتساع حجم الهوة فيما بينه وبين الشعب الإيراني الذي عبر من خلال تجاوبه مع دعوة الرئيس الأمريكي ترامب لمغادرة طهران عن فقدان ثقته بالنظام الإيراني.
وأشاروا إلى أن تداعيات المشهد الأمني ونجاح إسرائيل في استهداف إيران من الداخل، مثل أكبر فضيحة لنظام طهران الذي سعى لتعزيز سيطرته على المشهد السياسي والاقتصادي الإيراني من خلال تصدير مشاكله الداخلية وتدخلاته في شئون الدول العربية ودعم الجماعات المتمردة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.