محلي

مُستمرُّون في الانهيار

وسام عبدالقوي

|
قبل 4 ساعة و 4 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook


- مضت عشر سنوات والتهاوي والانهيار ما يزالان العنوان الأبرز في اليمن: انهيار الوطن، انهيار الدولة، انهيار الإنسان، انهيار السياسة، انهيار الاقتصاد، انهيار المجتمع، انهيار القيم....، انهيار اليمن..

- كل هذا ولا يزال الحال كما هو.. ليس هناك من بادرة أو نية صادقة لدى الجميع لإصلاح ماهو تالف أو لاستدراك أي من تلك الانهيارات..!! هل تعلمون ماذا يعني ذلك..؟

- ذلك يعني أن كل اللاعبين على الساحة الآن راضون ومشاركون في كل هذا الضياع، أو على الأقل ليسوا جديرين بأية ثقة قد منحت أو يمكن أن تمنح لهم.

- ذلك يعني أن من يديرون ميدان السياسة والاعتراك، لا يهمهم وإن طال هذا التهاوي إلى الأبد.. لهم مصالح ضيقة وخاصة، يدفع كل اليمنيين في كل اليمن ثمنها من دمائهم ومكتسباتهم وأعمارهم وأمنهم واستقرار وطنهم..

- ذلك يعني أن جراحنا وجراح وطننا ستظل تنزف وتنزف إلى أن تجف، دون أن يأبه بنا من نعتقد أنهم منا، فما بالنا بمن لا يعنيهم من أمرنا شيء..؟!

- ذلك يعني أن الشعب اليمني، المتضرر الأول والدائم من هذا الحال، سيتجرع المزيد والمزيد من هذه المرارات، إن استمر في صبره وسعة احتماله اللا محدودين..

- ذلك يعني أن الأطراف المتنازعة في الداخل والخارج، لم تضع الشعب المقهور وأوجاعه وخساراته وسعة صبره في أي من حساباتها.. وإنما تتصارع وتتنافس لتذيقه مزيداً من الأوجاع والخسارات..

- ذلك يعني أنهم لا يتقاتلون ويتنازعون كما يقولون من أجل إنقاذ اليمن واليمنيين، وإنما من أجل استثمار اليمن واسترقاق اليمنيين..

- وذلك يعني، من جانب آخر، أن من حق اليمنيين ألا يتجشموا مزيداً من كل هذا الصبر الموجع، وأن يحرقوا هذه الأوراق الخاسرة، ما دام بإمكانهم ذلك، ولديهم القدرة على قلب الموازين وخلط الأوراق..

- ذلك يعني ألا ننتظر من هؤلاء أو أولئك يمناً كأدنى ما نأمل، لأنه لا يعنيهم يمننا ولا تهمهم يمنيتنا.. ولا يفكرون سوى في ثلاثة أشياء: السلطة والمال وأنفسهم..

- ذلك يعني أن ليس علينا أو بمقدورنا أن ننتظر منهم إلا مزيداً من الفشل المخزي، والتغاضي المؤسف عن أوجاعنا وخساراتنا والتكسب بدمائنا ودمار وطننا..

- ذلك يعني أن من حقنا، كيمنيين، أن نتساءل في وجوههم: ماذا تحقق طوال عشر سنوات..؟ وما الذي يمكنه أن يتحقق..؟ وإلى متى سيطول كل هذا..؟ وماذا بعد في جعبهم وجعبة هذه الأزمة غير المفهومة..؟!

- ذلك يعني أن ليس من حقنا وحسب وإنما صار لزاماً علينا أن نحاسب كل من له ضلع ويد وقدم في هذه الانهيارات المؤسفة..

- وذلك يعني أن عشر سنوات من الدمار والتدمير كافية ليتبلور فعل ثوري ناضج، يكنس جميع المنتفعين والفاشلين من ساحة الحاضر وطريق الغد..

- نعم كل ما مر ويجري الآن كافٍ لأن يستيقظ اليمنيون من هذا الكابوس المرعب، ويعلنوا حداً أخيرا للصبر والأسى ويقلبوا الطاولة على كل هذا الغثاء المر وغير الطاهر

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية