يعتبر قطاع الاتصالات بكامل خدماته المختلفة، من أكبر القطاعات التي تمول الانقلاب الخوثي وقياداته وأهم المؤثرات التي تساعد في استمرار الانقلاب وتقويته داخل البلاد.
ومع ذلك لا تبالي قيادة الشرعية بأهمية هذا القطاع ولا تمارس سلطتها وقدراتها في تحجيم استفادة الانقلاب منه، علما أنه كان منذ بداية الانقلاب ولا يزال إلى الآن بإمكان الشرعية القيام بذلك التحجيم والتأثير، إلا أنها لا تقترب من هذا الإجراء مجرد اقتراب، ولا يبدو أنها تريد استغلاله لأسباب مجهولة حتى الآن..!!
ولأن هذا القطاع مهم بالنسبة للجماعة الانقلابية فإنها تتعامل معه كرمز سيادي قد تبذل المستحيل للحفاظ على سلامته، إيمانا منها بأن تضعضه والمساس به قد يؤثر كثيرا في تمكين وتقوية انقلابها كما أشرنا، وتعلن ذلك صراحة بين الفينة والأخرى، وكأنها تبعث لخصومها رسائل تحذيرية بعدم المساس به..!! والغريب أن تلك التهديدات والرسائل تواجه من قبل الشرعية بطريقة تفرض احتمالين.. الأول أن هناك من يضغط على الحكومة لتجنب استغلال هذا القطاع، والثاني أن هناك تواطؤاً من قبل الشرعية تجاه العصابة، وكل من الحالين أسوأ من الآخر..!!
مؤخراً أظهرت العصابة الانقلابية قلقاً كبيراً من انتشار خدمة وأجهزة ستارلينك التي توفر الانترنت عبر الأقمار الاصطناعية مباشرة، دون تحصيل حكومي أبوي لأي موارد أو أسعار محلية مقابل الخدمة، ولا تزال العصابة تشن حملاتها ضد هذه الخدمة وصولا إلى تجريمها عبر القانون.!! وأصبحت العصابة الانقلابية تبعث رسائل تحذيرية يومية للمواطنين بأنها لن تكتفي بمصادرة أية أجهزة يتم ضبطها في مناطق نفوذها، وإنما ستقوم أيضاً بمعاقبة من يقتني تلك الأجهزة، وذلك تصرف لا مسئول هدفه احتكار الخدمة وقصرها على ما تقدمه العصابة عبر شركات الاتصالات الحكومية التي قامت باختطافها وتقوم بسرقة مواردها..!!
تدرك العصابة أن هذه الأجهزة قادرة على انتزاع قدر كبير مما تسرقه وتستحوذ عليه من موارد كبيرة جدا، تستأثر بها لنفسها ولتقوية نفوذها وإطالة عمر انقلابها المشئوم.. فتشن حملة ضد هذه الخدمة متهمة إياها بكونها نافذة أو طريقة للاختراق الاستخباراتي من قبل أمريكا واسرائيل..!!.
بينما تكتفي الشرعية وحكومتها والوزارة المعنية تحديدا بالفرجة على الأمر دون أن تحرك ساكناً، أو حتى توضح للمواطنين أسباب ما تشنه العصابة من حملات ضد خدمة ستارلينك..!! ولم يتبق إلا أن تفاجئنا حكومة الفرجة بتقديم خدمة مجانية أو مدفوعة للانقلاب وذلك بتعزيز تحذير المواطنين من التعامل مع تلك الخدمة وشراء تجهيزاتها..!!