دخلت مدينة تعز عامها العاشر من الانقطاع التام للتيار الكهربائي الحكومي، في ظل تفاقم معاناة السكان الذين يواجهون أوضاعًا معيشية صعبة.
وعلى الرغم من الوعود المتكررة من الحكومة بإيجاد حلول لهذه الأزمة، إلا أن الواقع لم يشهد أي تحسن، ليظل الظلام سيد الموقف في المدينة المحاصرة.
أجبر غياب الكهرباء المواطنين على اللجوء إلى بدائل مكلفة، مثل الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية، التي باتت الوسيلة الوحيدة للحصول على الحد الأدنى من الإنارة وتشغيل الأجهزة الضرورية، لكن هذه البدائل لا تزال بعيدة عن متناول شريحة واسعة من السكان بسبب ارتفاع أسعارها وصعوبة الحصول على الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
وأثر انقطاع الكهرباء بشكل مباشر على القطاع الصحي، والمرافق الخدمية، والمؤسسات التعليمية، حيث تعتمد المستشفيات على المولدات الكهربائية لتشغيل الأجهزة الطبية، ما يضعها أمام تحديات كبيرة في تقديم الخدمات الصحية. كما أن المدارس والجامعات تواجه صعوبة في استمرار العملية التعليمية، خاصة مع الحاجة للكهرباء في تشغيل الوسائل التعليمية الحديثة.
في هذا السياق، يؤكد الطبيب محمود الشرعبي، الذي يعمل في أحد المستشفيات الحكومية، أن غياب الكهرباء يهدد حياة المرضى، خصوصًا في أقسام العناية المركزة وحضانات الأطفال، حيث تصبح الحاجة للكهرباء مسألة حياة أو موت.
ورغم تأكيدات الحكومة خلال السنوات الماضية على إيجاد حلول مستدامة لأزمة الكهرباء في تعز، إلا أن هذه الوعود لم تترجم إلى خطوات عملية. وكان آخرها إعلان وزارة الكهرباء عن خطط لإعادة تشغيل محطات التوليد، لكن هذه الوعود لم تتحقق على أرض الواقع.
ويطالب سكان تعز الجهات المعنية بالتحرك العاجل لإعادة تشغيل التيار الكهربائي، ووضع حد لهذه الأزمة التي جعلت المدينة تعيش في ظلام دامس منذ عقد من الزمن، مشددين على ضرورة تقديم حلول حقيقية بعيدًا عن المزايدات السياسية والوعود غير الواقعية.
وبين وعود الحكومة وواقع المدينة المظلم، تظل تعز غارقة في أزمة كهربائية مستمرة، في انتظار حلول تنهي هذه المعاناة، وسط تساؤلات عن مدى جدية الجهات المعنية في وضع حد لهذا الوضع الكارثي، الذي حوَّل الكهرباء إلى حلم بعيد المنال لسكان المدينة.