تعيش العاصمة المؤقتة عدن أجواءً رمضانية مميزة، حيث تتزين شوارعها ومناطقها المختلفة بالفوانيس والزينة المضيئة، فيما تنشط الأسواق خلال ساعات المساء، ما يجعل المدينة أكثر حيوية ليلاً، مقابل حالة من الخمول في النهار بسبب ارتفاع درجات الحرارة وإرهاق الصيام.
مع حلول المساء، تعج الأسواق الشعبية والمراكز التجارية بالمواطنين الذين يقبلون على شراء مستلزمات الإفطار والسحور، إضافة إلى الحلويات الرمضانية والمكسرات، رغم شكاوى التجار والمستهلكين من الارتفاع الحاد في الأسعار وتراجع القدرة الشرائية.
يقول التاجر محمد سعيد، أحد بائعي المواد الغذائية في سوق الشيخ عثمان: "الطلب على السلع الرمضانية مرتفع، لكن الناس أصبحوا أكثر حرصًا في الشراء بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار، خاصة مع تقلبات أسعار الصرف التي تؤثر على البضائع المستوردة."
لا تقتصر ليالي رمضان في عدن على التسوق، بل تمتد إلى المجالس الرمضانية التي تجمع الأصدقاء والعائلات لتبادل الأحاديث وشرب الشاي العدني، فيما تشهد بعض الأحياء مباريات كرة القدم التي تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب.
يقول المواطن علي قاسم: "رمضان في عدن له نكهة خاصة، رغم كل الظروف. الناس يجتمعون في المقاهي والأسواق، ويستمتعون بالأجواء الرمضانية بطريقتهم الخاصة."
رغم الأجواء الرمضانية المميزة، يواجه سكان عدن تحديات متعددة، أبرزها انقطاعات الكهرباء المتكررة التي تزداد مع ارتفاع الطلب على الطاقة.
تبقى عدن مدينة تنضح بالحياة رغم الأزمات، إذ يحرص سكانها على الاحتفاء بشهر رمضان بطريقتهم الخاصة، متشبثين بالأمل في غدٍ أفضل، وسط أجواء روحانية واجتماعية تمنح المدينة تفردها في هذا الشهر الفضيل.