محلي

لا شرعية دون خلاص من الانقلاب

وسام عبدالقوي

|
قبل 4 ساعة و 15 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ما يجب على الشرعية اليمنية بكامل قواها والمنخرطين فيها والمؤمنين بها المراهنين عليها، هو الإدراك أن إخفاقاتها ستظل مستمرة وستظل تتضاعف، وأنها لن تنجح في شيء على أي مستوى، حتى في أبسط وأتفه الأمور والمتعلقات بشأن الدولة وشئون الأوضاع الراهنة والمسئوليات، التي تعتقد أنها تواجهها، ما دام الانقلاب الحوثي مستمراً وما دامت الدولة في جوهرها وسيادتها لا تزال مختطفة، وما دامت صنعاء، بما تمثله من مركز للقرار الأول ورمزية للسيادة، مستمرة السقوط والخضوع تحت نير الاحتلال الإرهابي الحوثي..!!

على كل فرد يحمل مسئولية في صفوف الشرعية أن يدرك، بادئ ذي بدء، أن هذه الشرعية بكل قوامها وشكلها ومكوناتها، لم تكن لتوصف بهذا الوصف وتسمى بهذا الاسم، لولا أنه تم الركون عليها في الأساس لمواجهة هذا الانقلاب الإرهابي البشع، وتخليص اليمن واليمنيين منه، وأن كل ما يحصل لليمنيين، ليس في مناطق الاحتلال الحوثي وحسب، وإنما أيضاً في مناطق نفوذها كشرعية وفي كل مكان ومنطقة في اليمن، مرتبط في الأساس باستمرار هذا الانقلاب، وأن استمرار شرعيتها بالتالي سيكون مشترطاً بالتخلص منه في كل حال وكل وقت..

إن المراهنة اليوم على غير الخلاص من الانقلاب، هي مراهنة فاشلة وخاسرة، وإن أياً مما تعتقد الشرعية أنها ستنجح فيه، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، سياسياً أو اقتصادياً أو أمنياً أو اجتماعياً، هو مجرد وهم واستهلاك تبذيري للوقت والجهود والمال وماء الوجه أيضاً.. وإن محاولات إبراز الذات في غير ما وجدت من أجله، هو استمرار في الفشل والانهزام، وإضافات متجددة للخذلان المتراكم، الذي بدأ يثقل كاهل المراهنين عليها من أبناء الشعب، وأصبح سبباً في إنهاك التكتل حولها وفي النفور منها بل واليأس من جدواها..

إن كل يوم يمضي في استمرار هذا الانقلاب، الذي كان وما يزال عاملا رئيسيا في تهتك شكل الدول وانعدام مظاهرها الأساسية، سيظل يحسب على مكونات هذه الشرعية، ولن ينسى اليمنيون، وخصوصا منهم المراهنين عليها، أن مجرد جماعة متمردة وعصابة إرهابية تافهة استطاعت أن تسرق السلطة والدولة وعاصمتها التاريخية، واستمرت تتسلط بجبروتها المتواضع على جزء كبير من الأرض والبشر، وتتسب في إفقار وتهديد البقية المتبقية من الأرض والإنسان في شتى أجزاء الوطن كل هذا الوقت، تحت مرأى وشهادة هذه الشرعية..!!

ويجب على الشرعية، كل الشرعية دون استثناء أو تحديد أن تدرك أنها المسئولة عن كل ما يجري لليمنيين هنا وهناك، وأن هذه المسئولية، لن تتجزأ أو تبرر بانشغال مكوناتها بقضاياها البينية، أو بخلافاتها المختلقة، والتي تشغلها عن غايتها ومهمتها الأساسية، المتمثلة في الخلاص من الانقلاب.. هذا الانقلاب الذي كلما استمر وطالت سيطرته، كلما تضاءل شكل الدولة وتراجعت هيمنتها وهيبتها، وهذا ما لا يكاد أحد يخطئ نتائجه وآثاره فيما يحدث داخل البلاد، وتحديدا في المناطق التي تزعم الشرعية أنها تحت سلطتها..!!

علينا جميعاً أن نتأكد من أن هيبة الدولة وقوة سلطتها لا يمكن أن يتحققا، ما دام الانقلاب مستمراً حتى على مستوى الجانب المعنوي.. وأن نتفق على أن التخلص من الانقلاب الإرهابي لا يمكن أن يتحقق ما دامت هذه الدولة مفككة وغير متماسكة في تكوينها ومكوناتها، وما ظلت مستسلمة للانشغال بخلافاتها الداخلية وبقضايا ثانوية وغير مصيرية، تتجاوز التخلص من الانقلاب، وتأمين كل البشر والأرض من شروره وآثار تلك الشرور، التي ستظل تتفاقم هنا وهناك، ولن تحجم أو تتراجع آثارها ما دام الانقلاب يتنفس ويزفر ويوسع خرائط جشعه التآمرية على خريطة الوطن الطاهر.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية