أين أطفالنا..؟!! سؤال مثقلٌ بالأوجاع والدموع والحسرة تطلقه الكثير من الأسر التي فجعت باختفاء أطفالها في العاصمة صنعاء التي تحول الأطفال فيها إلى فريسة سهلة يتم اصطيادها من الشوارع وأزقة الحواري وأبواب المنازل في ظل انفلات أمني ولا مبالاة من قبل أجهزة الأمن المليشاوي.
ومنذ استولت جماعة الحوثي على مؤسسات الدولة وسيطرتها على الأجهزة الأمنية تحولت جرائم اختطاف الأطفال والفتيات إلى ظاهرة تزداد اتساعا من يوم لآخر وخطرٍ يستهدف الأطفال ويثير مخاوف الأسرة اليمنية في مناطق سيطرة المليشيا.
وأفادت مصادر محلية أن عدم تفاعل أجهزة الأمن المليشاوي مع البلاغات التي تتقدم بها أسر الأطفال المفقودين ومناشداتها بالبحث عن أبنائها والكشف عن مصيرهم، دفع أسر الأطفال المختطفين للبحث عنهم واللجوء لوسائط التواصل الاجتماعي ومناشدة مرتاديها لمساعدتها في البحث عن أبنائها المفقودين.
وأكدت المصادر أن عدم تفاعل أجهزة الأمن الحوثية مع البلاغات التي تتقدم بها أسر الأطفال المفقودين وعدم اكتراثها بمعاناتها، أثار غضب المواطنين الذين أكدوا أن عدم تفاعل وتحرك الجهات الأمنية لا يشير إلى تقصيرها في أداء عملها بقدر يشير إلى معرفتها وتواطؤها مع الجهات التي تقف وراء تنفيذ عمليات الاختطاف من خلال إخفاء ومحو المعلومات التي تشير لهوية الخاطفين في كاميرات المراقبة المنتشرة في الشوارع والمحال التجارية والتي فوجئ الأهالي بعدم توثيقها لأي حالة اختطاف.
وتشهد العاصمة صنعاء ومدن أخرى موجة جديدة من الاختطافات طالت عشرات الأطفال أعمارهم بين التاسعة والرابعة عشرة عاما، ما أثار حالة من الهلع بين السكان وأعاد إلى الأذهان موجة الاختطافات التي طالت الفتيات من شوارع العاصمة قبل سنوات ولم يتم الكشف عن منفذيها ومن يقفون وراءها حتى اليوم.
وخلال شهر فبراير الجاري ضجت منصات التواصل الاجتماعي بمناشدات تقدمت بها عشرات الأسر في صنعاء وإب وغيرها من المدن الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، تدعو المواطنين لمساعدتها في البحث عن أطفالها المفقودين، كما تصاعدت التحذيرات الحقوقية بعد توثيق عدة حالات اختفاء غامضة، متهمة مليشيا الحوثي بالتقاعس المتعمد عن التحقيق في الكثير من حوادث الاختطاف التي تم الإبلاغ عنها الأمر الذي فاقم معاناة أسر المختطفين وخلق حالة من الرعب بين المواطنين.