محلي

تفشّي الكوليرا يهدّد أكبر مخيّمات النزوح في اليمن

|
قبل 5 ساعة و 11 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن تفشّي مرض الكوليرا يظل التهديد الأكثر استمراراً لأكبر موقع للنزوح في اليمن، وهو مخيّم الجفينة في محافظة مأرب، ما يعرّض حياة الأسر التي تكافح بالفعل من أجل البقاء للخطر. 
ووصفت في تقرير لها الحياة في مخيّم الجفينة، الذي يأوي أكثر من 15 ألف أسرة نازحة، بأنها "معركة يومية من أجل البقاء".
وتتكدّس الملاجئ المؤقتة على طول مسارات متعرّجة متربة. كما أن الوصول إلى المياه النظيفة شحيح ومرافق الصرف الصحي بعيدة المنال تقريباً، ما يخلق ظروفاً مواتية لانتشار الأمراض ومن بينها الكوليرا.
وتضم مأرب أكثر من 230 مخيّماً، وبحلول نهاية عام 2023، استضافت أكثر من مليوني نازح، ما يفرض ضغوطاً هائلة على نظامها الصحي الهشّ بالفعل.
وطارد وباء الكوليرا اليمن منذ عام 2016، ولكن بحلول أواخر عام 2023، تحوّل الوضع إلى حالة طوارئ كاملة. وبدأت حالات الإسهال المائي الشديد في الارتفاع بمعدّل ينذر بالخطر، ما دفع فريق العمل الوطني لمكافحة الكوليرا إلى إعلان الموجة الأولى من تفشّي جديد. 
وفي مخيّمات مثل الجفينة، حيث تكافح الأسر بالفعل مع الاكتظاظ ونقص الضروريات، كان المرض أشد ضراوة.
وقال التقرير: "شاهد الآباء أطفالهم وهم يضعفون يوماً بعد يوم، في ظل محدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية، الأمر الذي ترك العديد منهم بلا مكان يلجأون إليه".
وقد تم الإبلاغ عن أكثر من 240 ألف حالة مشتبه بها وفقد المئات من الأرواح، وكثير منهم من الأطفال الصغار.
وافتتحت المنظمة الدولية للهجرة مركز علاج الإسهال في الجفينة في عام 2024، ما يمثّل نقطة تحوّل حاسمة للأسر النازحة من خلال توفير الرعاية المنقذة للحياة لمجتمع حرم منذ فترة طويلة من الخدمات الصحية الكافية. 
وقبل إنشائه، حتى الأمراض البسيطة يمكن أن تتفاقم بسرعة إلى حالات طوارئ تهدّد الحياة.
ويوضّح مساعد الصحة في المنظمة الدولية للهجرة في مأرب، مساعد عبد الله أن المركز "يقدّم خدمات مجانية وفعّالة. فنحن نفحص كل مريض عند وصوله، ونعالج الحالات الخفيفة بالإماهة الفموية، ونراقب الحالات الشديدة بالسوائل الوريدية حتى تستقر". ومنذ افتتاحه، عالج مركز علاج الإسهال أكثر من 1500 مريض يعانون من الإسهال الخفيف إلى المتوسّط.
وأكدت المنظمة أنها "لعبت دوراً محورياً في إنشاء وتشغيل مراكز علاج الإسهال ونقاط الإماهة الفموية في ثماني محافظات، إدراكاً للحاجة الملحّة إلى الرعاية الصحية المتاحة".
وتشدّد المنظمة الدولية للهجرة في مأرب، على أهمية تزويد العاملين في مجال الرعاية الصحية بالمهارات اللازمة لإدارة مثل هذه الأزمات لإحداث فرق حقيقي.
وعلى الرغم من محدودية التمويل والضغوط الهائلة على النظام الصحي في اليمن، أكدت المنظمة الدولية للهجرة أنها ملتزمة بتوفير الرعاية للفئات الأكثر ضعفاً. 
ومع ذلك، فإن إغلاق المرافق الصحية الأخرى والاكتظاظ في مخيّمات النازحين فرض ضغوطاً متزايدة على مركز علاج الإسهال في الجفينة.
ويستقبل المركز عدداً هائلاً من الحالات. ففي الشهر الماضي فقط، عالج ما يقرب من 700 مريض، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة.
ولا تزال الأسباب الجذرية للمرض قائمة. فالاكتظاظ ونقص المياه النظيفة يجعلان تفشّي المرض خطراً مستمراً.
ولفت التقرير إلى أن الجهود الأوسع نطاقاً التي تبذلها المنظمة الدولية للهجرة تشمل دعم 20 نقطة للإماهة الفموية، وتجهيز خمسة مراكز لعلاج الإسهال بالإمدادات الأساسية، وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية على التشخيص المبكّر والعلاجات القياسية. ومع ذلك، فإن استدامة هذه الخدمات تتطلّب تمويلاً عاجلاً.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية