أعلنت السفارة الأمريكية لدى اليمن أنها تستعد لإطلاق مشروع يهدف إلى منع الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي اليمني، وبدعم من منحة تنفيذ اتفاقية الممتلكات الثقافية.
وأكدت في بيان صحفي أن هذه المبادرة ستساعد بالتعاون مع وزارتي الإعلام والثقافة والسياحة، والداخلية اليمنية، في إنشاء وحدة إنفاذ قانون متخصّصة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.
وسيوفّر المشروع برامج بناء القدرات، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتبنّي إشراك المجتمع المحلي من خلال الحملات التثقيفية والتوعية العامة.
وأشار بيان السفارة الأمريكية لدى اليمن بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية في 14 نوفمبر، إلى أن هذه المبادرة تستند إلى اتفاقية الملكية الثقافية بين الولايات المتحدة واليمن الموقّعة في أغسطس 2023، والتي تفرض قيوداً أمريكية على استيراد المواد الثقافية اليمنية، ما يعزّز التعاون الثنائي في الحفاظ على التراث.
وكشف تقرير رسمي نشر أخيراً في صنعاء أن 50 قطعة أثرية يمنية مهرّبة معروضة للبيع في المزادات العالمية، في ظل استمرار تهريب الآثار وبيعها والتنقيب غير المشروع عن الآثار في العديد من المواقع في محافظات عدّة بسبب حالة الفوضى والانفلات الأمني واستمرار الصراع في اليمن.
وقال السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن: "يؤكد هذا المشروع التزامنا المشترك بالحفاظ على التراث الثقافي اليمني للأجيال القادمة" مشيرا إلى العمل جنباً إلى جنب مع الحكومة اليمنية في هذا العمل الحيوي لحماية التراث التاريخي والثقافي اليمني.
وتشير تقديرات إلى أن عدد القطع الأثرية التي تم السطو عليها وتهريبها إلى خارج اليمن خلال السنوات الماضية بلغ أكثر من 13 ألف قطعة أثرية، منها نحو 8 آلاف قطعة تهم نهبها وتهريبها إلى خارج البلد، خلال فترة الحرب التي أشعلتها الميليشيا الحوثية الموالية لإيران أواخر مارس عام 2015.
وكشفت تقارير أن نحو 4265 قطعة أثرية يمنية تم بيعها خلال 16 مزاداً عالمياً أمريكياً وأوروبياً، احتضنتها أشهر قاعات المزادات العالمية للآثار في 6 دول غربية، حتى عام 2022.
وخلال سنوات الحرب بلغ عدد الآثار اليمنية التي تم بيعها في المزادات العالمية 2610 قطع، منها 2167 قطعة في الولايات المتحدة، تجاوزت قيمتها 12 مليون دولار، ولا تزال 1384 قطعة من الآثار اليمنية المهرّبة والمسروقة، تعرض في 7 متاحف عالمية.
وكانت سفارة الولايات المتحدة لدى اليمن، أعلنت بالشراكة مع وزارة الثقافة اليمنية، عن إطلاق مشروع مهم لترميم قلعة القاهرة التاريخية في تعز.
وبتمويل من "صندوق سفراء الولايات المتحدة للحفاظ على التراث الثقافي"، ستركّز هذه المبادرة على ترميم المناطق الرئيسية وإعادة بناء متحفها الذي دمّر أثناء الحرب.
وأشار السفير الأمريكي ستيفن فاجن إلى أن "هذه القلعة ليست مجرّد موقع تذكاري، بل هي رمز لتاريخ اليمن الغني والمتنوّع وصمودها الثقافي.. إن الحفاظ على قلعة القاهرة يضمن للأجيال القادمة من اليمنيين الوصول إلى تاريخهم وتراثهم المشترك".
وأضاف "إن قلعة القاهرة هي أحد المعالم البارزة في التاريخ الثقافي الغني لليمن، تقف شاهدة على صمود الأمة وتراثها".
ويدعم صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي، الذي أنشأه الكونغرس الأمريكي في عام 2001، حماية المواقع الثقافية والآثار والتعابير التقليدية في جميع أنحاء العالم.
ومنذ إنشائه، دعم الصندوق أكثر من ألف مشروع للحفاظ على التراث الثقافي في أكثر من 130 دولة، بما في ذلك اليمن، حيث ساعد في ترميم مواقع ذات أهمية تاريخية مثل منارة عدن، ودار الضيافة في مدينة زبيد المدرجة على قائمة التراث العالمي، وقصر عشّة الطيني التاريخي في تريم، والحفاظ على اللوحات الجدارية في مسجد المدرسة العامرية الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر.
واعتبرت السفارة الأمريكية أن هاتين المبادرتين "تسلّطان الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه التراث الثقافي في النسيج الاجتماعي والاقتصادي لليمن والأهمية العالمية للحفاظ على الإرث التاريخي الغني للبلاد".