أطلقت الحكومة اليمنية بعدن بدعم من منظّمة الصحة العالمية "الاستراتيجية الوطنية لجودة الرعاية الصحية في اليمن 2025-2030"، وهي مبادرة بارزة تهدف إلى تحسين جودة وسلامة الخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد وضمان الوصول العادل إلى الخدمات.
وأدّت تسع سنوات من الحرب وتدهور الوضع الاقتصادي وتزايد انعدام الأمن الغذائي والتفشّي المتكرّر للأمراض مثل الكوليرا والملاريا والحصبة والدفتيريا وحمّى الضنك، إلى انهيار النظام الصحي في اليمن.
وطبقاً لمبادرة نظام مراقبة الموارد والخدمات الصحية، تعمل حالياً فقط 70% من المرافق الصحية بشكل كلّي أو جزئي، ولم يتم صرف رواتب الكوادر الصحية بشكل منتظم في العديد من المحافظات منذ العام 2016.
وتسعى الاستراتيجية إلى تحسين النتائج الصحية وتقليل الأحداث السلبية وتحسين تجربة المرضى وتعزيز صحة ورفاهية جميع اليمنيين في مواجهة التحديات المستمرة التي تشمل الصراع والفقر والبنية التحتية المحدودة للرعاية الصحية.
والشهر الماضي حذّرت منظّمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن اليمن لا يزال يواجه تفشّي فيروس شلل الأطفال المتحوّر، حيث تم الإبلاغ عن 273 حالة على مدى السنوات الثلاث الماضية وسط أزمة إنسانية قائمة وانخفاض معدّلات التحصين.
وفي اليمن الذي ظل خالياً من شلل الأطفال حتى عام 2020، انخفضت معدّلات التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال من 58% في عام 2022 إلى 46% في عام 2023 بسبب هشاشة النظام الصحي والأزمة الاجتماعية والسياسية والأمنية.
ويقول وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح إن هذه الاستراتيجية "تمثّل إنجازاً مهماً للرعاية الصحية في اليمن. وهي جزء أساسي من تعافينا الوطني وتنميتنا. ومن خلال الاستثمار في جودة الخدمات الصحية، فإننا نستثمر في مستقبل أمتنا ورفاهية شعب".
وفي حين تعمل الاستراتيجية على معالجة الثغرات الحرجة في تقديم الرعاية الصحية في اليمن، فإنها ستعمل على "تمكين الحوكمة الفعّالة لجودة الخدمات الصحية، وتحسين مستوى سلامة المرضى، وتعزيز الفعّالية السريرية، وبناء القدرات الصحية، وبناء أنظمة معلومات صحية فعّالة لجودة بيانات الرعاية، وتعزيز المشاركة الشاملة للمجتمعات والمرضى وأصحاب المصلحة".
ويوضّح ممثّل منظّمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في اليمن الدكتور أرتورو بيسيجان أن الاستراتيجية الوطنية للجودة "تمثّل خطوة مهمة نحو إعادة بناء النظام الصحي في اليمن. وهي تركّز على تحسين جودة الرعاية في المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية، وضمان حصول كل مواطن على خدمات صحية آمنة وفعّالة".
ويؤكد أن "جودة الرعاية الصحية تمكّن من حماية الأفراد من المخاطر، وتحسّن الوصول إلى الخدمات الفعّالة، وتساعد في تحقيق التغطية الصحية الشاملة الآمنة والمتمحورة حول الإنسان".
ويلفت بيسيجان إلى أنه وفي إطار جهود متضافرة استمرّت سبع سنوات، تعاونت منظّمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة والسكان بشكل وثيق مع المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي لتعزيز النظام الصحي في اليمن.