ظروف لا تطاق في قطاع غزة مع استمرار الحرب وانتشار الجوع والمرض وسط العدوان الٳسرائيلي الوحشي، وتوقّف الجهود المتكرّرة لتوفير الٳمدادات الٳنسانية الضرورية للبقاء. ولا تزال السلطات المحتلّة ترفضها، ولا تسمح ٳلا بدخول جزء صغير من كمّية المساعدات التي كانت تدخل قبل الحرب.
ليس السماح بدخول الغذاء عملاً خيرياً، هو التزام أخلاقي بموجب القانون الدولي الإنساني، ورفض الامتثال له جريمة حربٍ مع أوامر الٳخلاء التي يصدرها الجيش، ويتبع بعضها بعضاً. ما يجبر السكّان على الانتقال من مكان ٳلى آخر، حيث يستمرّ القتال، ولا توجد استراتيجيّة للخروج من الأزمة.
على النقيض من ذلك، أخطرت ٳسرائيل الأمم المتحدة رسمياً بٳلغاء الاتفاقية التي تنظّم علاقاتها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بما يشمل قطاع غزّة الذي تخترقه الحرب.
لقد أصبح شمال قطاع غزّة مسرحاً للقصف والتفجيرات وقتال الشوارع والمجاعة، ويشعر المدنيون بكابوس متكرّر في مشاهد تعود ٳلى ما قبل عام من بداية الحرب الٳسرائيلية. والقتال مجدّداً يدور حول المستشفيات، ولا يزال ممنوعاً على الصحافيين دخول المناطق التي تشهد وضعاً كارثياً، والمصابون الذين يدخلون المستشفى الوحيد في المنطقة يموتون بسبب نقص الدواء، وتُستهدَف الطواقم الطبية.
وفقاً للتقديرات، لا يزال ما بين 250 ٳلى 400 ألف يعيشون في شمال القطاع. الأزمة الٳنسانية مطلقة، والوضع أسوأ من الوضع المروّع. وتقول “أونروا” ٳن معظم القوافل القادمة من جنوب القطاع ترفض، وعدد قليل من الشاحنات (10% من احتياجات سكّان القطاع) تمرّ عبر الشمال بسبب العمليات العسكرية المستمرّة.
أصبح الغزّيون منهكين من النزوح المستمرّ والظروف غير الصالحة للعيش، وهم محاصرون في مناطق صغيرة ومكتظّة على نحو متزايد.