محلي

الجماعة سبب المجاعة

نوح إدريس

|
12:14 2024/11/04
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا تجد الناس ما تأكله بينما زعيم الميليشيا منشغل بالحديث عن تراجيديا وعد بلفور وتعقيدات الجغرافيا اليمنية التي لا تساعد على خوض المزيد من الحروب !.

طوال عقد لم يلتفت أي من أطراف الصراع إلى سقوط اليمن في هاوية الفقر المدقع إلى أن حاز أخيرا المرتبة الثانية للدول الأكثر تضررا من الجوع الحاد.

تبدو المأساة في مناطق سيطرة الميليشيا أسوأ من غيرها نتيجة اعتمادها على المواطن في تغذية صراعاتها مع الداخل والخارج عبر فرض الإتاوات والسلب والنهب.

عمدت الميليشيا أيضا على مقاسمة المواطن الأشد فقرا في البلاد لقمة العيش التي كانت تأتيه من المساعدات الإنسانية حتى استحوذت على النصيب الأكبر منها . واصلت ضغوطها وتدخلاتها في العمل الخيري إلى أن قررت المنظمات إيقاف أنشطتها بشكل نهائي. 
سواء لدى الحوثي أو مناطق الشرعية تبقى المشكلة أن هناك من يصور لهما أن الأمور تمام والوضع تحت السيطرة والشعب مبسوط ولا يهتم بتفاقم أزماته وانهيار الأوضاع عموما. لا يطالب بالراتب ولم يعد يفكر فيه سوى باعتباره تكفيري ومرتزق خائن وعميل ويجب اعدامه أو الحكم عليه بالانقطاع المؤبد !.
تضع أحدث التقارير الدولية الصراع في اليمن ضمن " الأكثر تدميرا منذ نهاية الحرب الباردة ".
بحسب البنك الدولي "لقد أدى الصراع بالفعل إلى تراجع التنمية البشرية لأكثر من 20 عامًا وفقا لقياس مؤشر التنمية البشرية" .
يفيد برنامج الأمم المتحدة إن " آثار الصراع في اليمن مدمرة  حيث قتل ما يقرب من 250 ألف شخص بشكل مباشر بسبب القتال وبشكل غير مباشر بسبب عدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والخدمات الصحية وخدمات البنية التحتية" 
ويضيف "يمثل الأطفال دون سن الخامسة 60% من عدد القتلى".
منذ 2015 م لم يحقق اليمن أيا من الأهداف الإنمائية وترجح الأمم المتحدة أنه "لن يحقق أياً من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 بسبب التأثير العكسي للأزمة المستمرة" .
تحذير جديد من "انزلاق اليمن إلى أزمة إنسانية واقتصادية أشد خطورة " صدر قبل يومين عن البنك الدولي.  يؤكد التقرير "أن استمرار الصراع للعام العاشر على التوالي دفع معظم اليمنيين إلى براثن الفقر في حين وصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات غير مسبوقة إذ يعاني أكثر من 60 في المئة من السكان البالغ عددهم نحو 35.6 مليون نسمة من صعوبة الحصول على ما يكفيهم من الغذاء".
خلص تقرير البنك بعنوان  "مواجهة التحديات المتصاعدة "  أن التعافي للأحوال في اليمن قد يحدث في حالة واحدة تشبه المعجزة وهي التوصل إلى اتفاق سلام دائم.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية