دشّنت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بالتنسيق مع وزارة المياه والبيئة وبتمويل من بنك التنمية الألماني "KFW" في حقل آبار زمان بمدينة المكلا في محافظة حضرموت، أكبر مشروع للطاقة الشمسية في اليمن بقدرة 1 ميجا وات.
وأكدت المنظّمة في بيان أن هذا المشروع غير المسبوق يهدف إلى توفير الطاقة المستدامة لضخّ المياه النظيفة لأكثر من 250 ألف من سكان المكلا، مع تقليل التكاليف التشغيلية وتعزيز الاستدامة الشاملة.
واعتبرت المشروع "خطوة مهمة نحو تحقيق تقدّم مستدام في موارد الطاقة والمياه". وأكدت اليونيسف أنها "تساعد ملايين الأشخاص في اليمن على الوصول إلى إمدادات المياه النظيفة باستخدام حلول الطاقة الخضراء".
ويعاني اليمن من عدم كفاية قدرات توليد الكهرباء، إذ أن معظم محطّات توليد الكهرباء القائمة لدى المؤسّسة العامة للكهرباء قديمة ومنخفضة الكفاءة، إذ بلغ الحد الأقصى للحمل في اليمن حتى عام 2020 ما مجموعه 3809 ميجا وات.
وفي مايو الماضي قدّم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خطة للاستثمار في الطاقة المتجدّدة المختلطة في اليمن، تهدف إلى تعظيم دمج الطاقة المتجدّدة وتلبية الاحتياجات العاجلة، والاحتياجات على الأجلين القصير إلى المتوسّط، مع إمكانية التوسّع لتلبية الطلب المتزايد.
ويتمتّع اليمن الذي يشهد صراعاً منذ عام 2014 تلته حرباً دامية منذ عام 2015 بإمكانات هائلة غير مستغلّة لمصادر الطاقة المتجدّدة. وأشارت دراسات كثيرة إلى أن إمكانات الطاقة المتجدّدة مشجّعة، خصوصاً تلك التي تتعلّق بأربعة مصادر متجدّدة طبيعياً (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والكتلة الحيوية).
ويعدّ اليمن الآن واحداً من أكثر بلدان العالم فقراً ومعاناة من انعدام أمن الطاقة، حيث يفتقر معظم البلد إلى الطاقة المستدامة. وبشكل عام كانت إمدادات الطاقة في اليمن محدودة وتتّسم بضعف قدرات التوليد، وارتفاع فقد الكهرباء في الشبكة.
وتؤكد دراسة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن المصادر الأربعة المتجدّدة طبيعياً تتوافر بكثرة في اليمن، ويمكن تسخيرها واستخدامها لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد لتحقيق نمو اقتصادي منخفض الانبعاثات.
وتشير تقديرات الدراسة إلى توافر أكثر من 55 جيجا وات من الإمكانات العملية من ثلاثة مصادر متجدّدة رئيسية هي الرياح البرية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الشمسية.
كما يقدّر توافر أكثر من 270 ميجا وات و6 ميجا وات لسخّانات المياه الشمسية الحرارية والشمسية والأودية الرئيسية للطاقة الكهرومائية على الترتيب.