آراء

المعلقون في فضاءات صنعاء.. يغسلون وجه التاريخ ويزيلون تجاعيد الأيام

شهاب السماوي

|
12:10 2024/11/25
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

وحدها صنعاء، متجددة كالأيام، مشرقة كالصباح، عطرة كرياحين بساتينها، ملونة كقمرياتها، رائعة كأحلامها، نقية نقاء قلوب أهلها.

في كل زاوية من زوايا صنعاء القديمة تقف حكاية ومع كل خطوة يكتشف زوارها قصة ويشعرون بالحياة وكأنها سمفونية يعزفها الإنسان والمكان منذ قرون طويلة.

وأينما ذهبت وحيثما اتجهت ستجد الحياة تعانق المكان وتجد نفسك مجبراً على تلبية دعوة صناع الحياة لمشاركتهم القليل من النقاء الصنعاني النبيل واختزال ما يعيشونه من خلال التقاط صورة تدون فيها ذاكرة اللحظة وترسم صورة تعكس ملامح المكان.

ولأن آزال تعني الآزال المتعاقبة للمدينة الأزلية الوجود، الدائمة التجدد، كانت صنعاء وستظل كعهدها الأبدي متحف التاريخ المفتوح وشاهده الحي وكتابه المليء بروعة وجمال ما شهدته الأيام والأزمنة من أحداث وحكايات منذ بدء الحياة وحتى اليوم.

كثيرون هم الذين تساءلوا وهم يتجولون في شوارع وأزقة صنعاء القديمة عن ماهية الروح التي تستمد منها المدينة سحرها وبقائها وبهائها وروعتها، وعن أسرار الخلود الذي يلازم صنعاء دون سواها من مدن الأرض التي ولدت وشاخت وتلاشت بينما ظلت صنعاء شابة لا تشيخ..؟! وكيف استطاعت صنعاء دون غيرها ملازمة قافلة السفر الانساني الطويل..؟! ولماذا ما تزال وحدها جوهرةً تتوارثها الاجيال، وتحظى بحرص ساكنيها على أن تظل بهيةً ومشرقةً كشموس الأيام؟!

قد لا تجد التساؤلات إجابات مقنعة عند الكثيرين ممن يبحثون ويفتشون عن أسرار صنعاء في صفحات التاريخ ونظريات البقاء وتأثيرات المناخ، ليس لأن تاريخ صنعاء يخلو مما يبحثون عنه وإنما لأنهم لم يروا صنعاء على حقيقتها وبساطتها، ولذلك لم يتوصلوا لمعرفة سر التجدد الذي تستمد منه صنعاء كل هذا الألق وكل هذا البهاء وكل هذا الخلود..

لم يكونوا في حاجة للبحث عن أسرار صنعاء في النظريات العلمية المبنية على الفرضيات والاحتمالات التي سرعان ما تتغير وتتلاشى مع مرور الأيام، لأن المدينة العتيقة لا تخفي أسرارها، ولو أنهم توقفوا قليلا ولامسوا روح صنعاء لرأوا أسرارها تتكشف بين يدي المعلقون في فضاءات صنعاء كل يوم وكل لحظة.
هنا في الفضاء الخارجي لهذا المنزل الصنعاني العتيق بحارة العلمي وجدنا الحرفي (المقصص) علي الخيل وأخيه محمد الخيل معلقين بنفس الاسلوب ونفس الطريقة التي كان يعتمدها سابقيهم ممن ولدوا وعاشوا في فضاءات صنعاء، وفي إرثهم المهني الذي يمتهنه أحفادهم اليوم يتم استحضار أرواحهم التي ستظل تسكن فضاءات صنعاء وتمتزج بألوانها وإشراقاتها وخلودها الأبدي.

وحدهم المعلقون في فضاءات صنعاء يمتلكون الإجابات ويكشفون أسرار المدينة العتيقة، ووحدهم سيظلون يغسلون وجه التاريخ ويزيلون عن عن وجه صنعاء غبار وتجاعيد الأيام

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية