كشفت "اللجنة الوطنية للتحقيق في ادّعاءات انتهاكات حقوق الإنسان" (الحكومية) أن اعتقال الميليشيا الحوثية الموالية لإيران للناشط الحقوقي والإعلامي خالد أحمد العراسي في الـ 27 من أبريل الماضي، يعود إلى كشف الأخير قيام قيادات نافذة تابعة لجماعة الحوثيين بالتواطؤ مع التاجر عبد العظيم أحمد دغسان المقرّب من الجماعة، باستيراد شحنة مبيد "بروميد الميثيل" المصنّع إسرائيلياً والمحظور استيراده لاحتوائه على مواد مسرطنة شديدة وعالية السميّة، ولها آثار خطيرة على البيئة والإنسان.
وأكدت في تقريرها الدوري الـ 12 الذي يغطّي الفترة من الأوّل من أغسطس 2023 حتى نهاية يوليو 2024، أن اعتقال العراسي من قبل قوة أمنية بقيادة مصلح نصر الوشلي، لقي تضامناً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات والمواقع الإعلامية، لا سيّما على خلفية تبنّيه حملة ضد إدخال شحنة المبيد المنتهي الصلاحية الذي أثار جدلاً واسعاً لدى الرأي العام قبل اعتقال العراسي الذي استمر حوالي 40 يوماً، حيث تم الإفراج عنه في 6 يونيو 2024.
وأشار التقرير الصادر أخيراً إلى أن العراسي ظل مخفيّاً عن أسرته التي لم تعلم بمكان احتجازه لعدّة أيام، ولم يسمح له بالتواصل مع أسرته، أو يسمح لها بزيارته إلا بعد حوالي أسبوعين من اعتقاله.
وعلمت أسرة العراسي فيما بعد أنه تم نقله إلى سجن البحث الجنائي في أمانة العاصمة، وأنه قد تم اعتقاله على خلفية ما نشره على صفحته في "فيسبوك" حول قضية المبيدات الزراعية السامة والمحظورة دولياً.
وكشفت مصادر في وزارة الزراعة والري بصنعاء عن صدور توجيهات مباشرة من وزارة المالية ومصلحة الجمارك بصنعاء بالإفراج عن الشحنات النباتية الواردة لبعض التجّار النافذين دون تصاريح من الجهة المختصة وفرق الزراعة بالمنافذ الجمركية ما ينعكس سلباً على مصلحة البلد وأمنها الغذائي والقومي.
وللمبيدات آثار سلبية على صحة الإنسان والحيوان والتربة والبيئة، حيث ثبت أن للمبيدات علاقة بأمراض السرطان والصحة الإنجابية والطفرات والغدد الصمّاء، كما أنها تقتل النحل والحشرات النافعة كالأعداء الحيوية وهذا ما يسبّب فوران الآفات.
وبين 19 يوليو 2023 و15 يناير 2024 استورد الحوثيون أكثر من خمسة ملايين لتر من المبيدات.
وفي 23 يناير 2023 قام رئيس "الهيئة العامة لحماية البيئة" بصنعاء عبد الملك حسن الغزالي بإدخال وتهريب 1075 كرتون من شحنة مبيد "بروميد الميثيل" المدرج في قائمة المبيدات الممنوع تداولها، عبر مركز ذمار وعفار.
وهناك قائمة تشمل 67 نوع من المبيدات المهرّبة والممنوعة والمقيّدة بشدّة في اليمن.
وتتمثّل خطورة مبيدات الآفات النباتية المحجوزة بالمكاتب والمراكز الجمركية والمضبوطة، كونها ممنوعة أو مقيّدة أو مهرّبة وبكميات كبيرة وما تشكّله من تهديدات للبيئة والمواطنين، وكذا أضرار المبيدات خاصةً عند بقاءها محتجزة لفترات طويلة.