لم تنطلق وتتحرك شرارة الثورتين السبتمبرية والأكتوبرية إلا عندما توفرت الإرادة والعزيمة الشعبية، وتكاتفت الجهود الوطنية، وتشكَّلت المجاميع والجبهات والمكونات الشعبية والثقافية والقبلية والعسكرية، وتحركت القيادات الوطنية، واستكملت التجهيزات والاستعدادات العسكرية، وأعلنت بداية العمليات الميدانية، فتحرك الأحرار والثوار في شمال الوطن وجنوبه لمواجهة الطغاة والغزاة، وأشعلوا النار من تحت أقدامهم، وأسقطوا بتكاتفهم وتعاونهم نظام الاستبداد الكهنوتي ونظام الاستعمار البريطاني، فانتصرت إرادة الشعب اليمني في الـ 26 من سبتمبر 1962م وفي الـ14 من أكتوبر 1963م.
واليوم، وبعد أن انقلب الكهنوت على الدولة والنظام، وأغرق البلاد بمشاريع العمالة والخيانة والعنصرية والخراب والدمار وأنهار الدماء، وصل الشعب اليمني إلى قناعة تامة بعدم صلاحية هذه المليشيات في الحكم وعدم رضوخها للسلام، وعدم توقفها عن تدمير الوطن ومنجزاته، وقتل وإهلاك وتجويع الشعب، وتمزيق نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية، وملاحقة واعتقال الموظفين والسياسيين والاعلاميين والقضاة والتجار والمشائخ والأعيان، وإقحام الوطن في صراعات وحروب جانبية وعبثية.
وهو ما يتطلب ويستوجب العودة إلى المربع الأول لانطلاق شرارة ثورتي سبتمبر وأكتوبر والسير على خطى ونهج أحرار وثوار ثورتي سبتمبر وأكتوبر بكل إرادة وعزيمة وشجاعة وإصرار ابتداءً بكسر حاجز الخوف، وتوحيد الصفوف الجمهورية، وتشكيل التنظيمات السرية والتكتلات الثورية والوحدات الجهادية، والانطلاق لمواجهة عصابة الموت الحوثية، وبإذن الله وبسالة الأبطال ومساندة الشعب ستسقط عصابة الموت والخزي والإجرام وستنتصر إرادة الشعب بعزيمة أبنائة الأحرار.