من جبال ردفان انطلقت شرارة ثورة الـ14 من أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني، مترجمةً أول أهداف الثورة السبتمبرية ومؤكدة واحدية الثورة والهدف والمصير.
في الـ14 من أكتوبر عام 1963 انطلقت من جبال ردفان الشرارة الأولى للثورة ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن، بقيادة المناضل راجح بن غالب لبوزة الذي توج مسيرته النضالية ودفاعه عن الثورة والجمهورية في شمال الوطن باطلاق الرصاصة الأولى في قلب الاحتلال الذي دام لأكثر من 129 عام.
رفض الشيخ راجح لبوزة الخضوع لسلطات الاحتلال وعدم اكتراثه بما سيترتب على التهديدات التي حملتها رسالة المندوب السامي من تبعات، وترجمة لواحدية الثورة ووحدة الأرض والشعب اليمني، أعلن في رده على الرسالة أنه مواطن من مواطني الجمهورية العربية اليمنية وأنه يدين بالولاء لقيادة الثورة في صنعاء وليس لسلطات الاحتلال البريطاني.
مثل رد الشيخ لبوزة ورفاقه العائدين من شمال الوطن، بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، تحديا غير مسبوق في نظر المحتل البريطاني الذي استنفر قواته واتجه لإخماد شرارة الثورة المشتعلة في ردفان والقضاء على قادتها، معتبرا أن ما تشهده ردفان يمثل امتدادا لثورة الـ26 من سبتمبر التي أطاحت بحليفه الكهنوتي في شمال اليمن.
باءت محاولات السلطات الاستعمارية وحملاتها العسكرية المتواصلة طيلة ستة أشهر بالفشل، ولم تستطع رغم كل ما ارتكبته من جرائم جراء استهدافها للقرى والسكان الآمنين بمختلف الأسلحة، إخماد الثورة وكبح جماح الثوار التواقين للحرية والاستقلال.
صمد المولود السبتمبري في أولى معاركه ضد المستعمر الغاشم ورغم استشهاد راجح لبوزة مع مغيب شمس يوم الـ14 من أكتوبر إلا إن مشاعل الثورة الاكتوبرية ازدادت اتقادا وتحولت الشرارة إلى بركان ثائر دفع مسيرة التحرر الوطني خطوات إلى الأمام، وسرعان ما تحولت معركة ردفان إلى حرب ضد المستعمر دامت لأربع سنوات خاض الثوار خلالها مواجهات عسكرية مع قوات الاحتلال في جميع الميادين ومختلف الجبهات.
اليوم والشعب اليمني يحتفل بالعيد الـ61 لثورة الرابع عشر من أكتوبر تتجلى الكثير من الحقائق التي تؤكد تمسك اليمنيين في الشمال والجنوب بأهداف ومبادئ الثورة والجمهورية وفي مقدمتها التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، وإقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، والذي مثل أول أهداف الثورة اليمنية الخالدة.