تمضي الأيام بلا معنى سوى أنها تراكم المتاعب والمآسي على حياة البسطاء الذين يصارعون للبقاء دون أي توقع لقرارات منطقية من أصحاب السلطة ودون مفاجئات في الإجراءات .. إنما ترقبوا صدور بيان عسكري مهم !.
الملايين سحقتهم المرحلة وحرمتهم عيش أبسط اللحظات السعيدة .. سواء أكانت لمناسبة خاصة بفعل قسوة الظروف أو لمناسبة عامة نتيجة ممارسات وقيود الميليشيا وخوفها الشديد من اعتزاز وفخر المواطن بماضي انتصاراته وشعوره بالولاء والانتماء لوطنه وليس للسيد السيئ !.
يسمح للمواطنين فقط بتعليق صور الراحلين في ذكراهم السنوية الأولى والثانية والثالثة …الخ ..موضة طائفية تمتد لانفاق الحكومة مئات الملايين على صور قيادات من إيران وفلسطين ولبنان.
تنفق حكومة الميليشيا أيضا الكثير من الوقت والجهد في ملاحقة وسجن كل من يدعو لرفع علم الدولة اليمنية!
من قال إن اليمن مقبرة الغزاة؟.. هذه صنعاء ترزح تحت الاحتلال للسنة العاشرة في صمت مطبق.
جعل منها الحوثي جنة لاتباعه وهم قلة.. وأكبر منطقة جحيم للأحياء والأموات من أصحاب الأرض.
وكل شيء هنا زائل أو باطل إلى درجة تكفر معها بأن اليمن خاض ثورة على مدى تاريخه السحيق.
وللسنة العاشرة لا تختلف قناعات ساكني صنعاء وما حولها على أن توجهات وسياسات الحوثي مرفوضة تماما ويستحيل التعايش معها.. بل إن اصرار الميليشيا فرضها عليهم أشبه بمحاولة نزع الظفر عن الجلد.
مع ذلك فإنهم صامتون غالبا.. ويهتفون أحيانا للظلم والظالم ويتغنون بامجاده الزائفة.
وقد تتسائل.. ما ذنب الطلاب أن تجبر المدارس أولياءهم على دفع رسوم ترفيهية شهرية لزيارة المقابر والتقاط الصور التذكارية بينما الملاهي وحديقة الحيوان فارغة
ومن قال إن اليمن مقبرة الشهداء والعظماء.. يدرك الغالبية منذ البداية وبعضهم في وقت متأخر أن الكثير من الأطفال فلذات أكبادنا قضوا في محرقة الحوثي في معارك لا شهادة ولا شرف ولا بطولة فيها.
ومن قال إننا في مجتمع ديمقراطي وأن الشعب اليمني يحكم نفسه بنفسه إذا كان نظام الحكم أساسا أصبح بلا نظام وبلا ضوابط وغير معترف به داخليا وخارجيا
بعد أن كانت البلاد يحكمها رئيس واحد باختيار المواطن يحكمها الآن أكثر من رئيس.
الاسوأ أن المواطن الذي لم يختر ايا منهم عليه بحكم الأمر الواقع التعامل مع مسميات ومتاهات قائد الأمة ورئيس الأمة ومشرف الأمة وقلب أمه.