محلي

بين خداع الانقلاب وصمت خصومه.. للواقع شرعية أخرى..!!

وسام عبدالقوي

|
10:54 2024/10/09
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كما درجت عادة الكذب لديهم كان الحوثيون يرددون ويكررون حد الإصابة بالملل، أنهم لو توقفت الحرب سيحولون حياة اليمن واليمنيين إلى سلام ونعيم ورفاهية..!! إيماناً منهم بأن الحرب لن تنتهي إلا بنهايتهم، وعند ذلك لن يكونوا في مكان يلزمهم بالوفاء بالوعد.. هكذا كانوا ولا يزالون يفكرون، بأبعد الطرق والكيفيات التي تجعلهم أمام أية مساءلة آنية أو مستقبلية.. ولكن كثيراً ما يكشف نهجهم، وإن لم يشاءوا، أنهم يظلون مليشيا وعصابة، لا يمكن بأي شكل أن يكونوا دولة أو يتمثلوا الدولة..

انتهت تقريباً الحرب عليهم من قبل الشرعية والتحالف، بالدخول في هدنة مفتوحة وغير مسماة، وبدلاً من أن يتفرغوا لتنفيذ وعودهم وعهودهم تجاه الشعب، على الأقل الجزء الذي تحت سلطتهم وفي مناطق نفوذهم، التفتوا بالفعل للشعب، ولكن لا ليكون هدف تنمية وتحسين حال وترفيه، كما كانوا يعدون، وإنما ليكون هدف ابتزاز وجباية وتهديد وتشريد، وتنكيل بالمئات والآلاف، ومطاردتهم وأسرهم وتعذيبهم، تحت مسميات ومبررات مختلفة ومختلقة، كالتخابر والجاسوسية والارتزاق، وما إلى ذلك من الصفات التي يوجزونها في مسمى واحد هو العدوان الداخلي..!!

يفعل الانقلابيون ذلك لاختلاق حرب بديلة عن الحرب التي توقفت، مؤكدين مليشاويتهم التي لا يمكن أن تعيش وتتعايش وتستمر، إلا في حالة فوضى وحرب وتعطيل لقوانين وطر وتشريعات الحياة الاعتيادية، فهذه الأشياء وغيرها تتعارض تماما مع تركيبة الكيان المليشاوي لهذه الجماعة.. إذ أن الحرب والفوضى هما البيئة الطبيعية لنشوء وسيرورة حياة العصابات والمليشيات، وهي البيئة التي تسعى عصابة الحوثيين لإبقائها وإدامة نمطها قدر المستطاع، لتضمن استمرار انقلابها وسيطرتها على السلطة وأجهزة الدولة وسلاحها، بالإضافة إلى تغاضي أبناء الشعب الذين تحت سلطتها عن كيفيات وجودها وسوء تصرفاتها وسلوكها..

عندما وجدت العصابة نفسها قد أصبحت محاصرة في زاوية ضيقة، وأن أسباب ومبررات الانقلاب قد أصبحت تضيق يوما ويوما حولها، وأنه لا بد من وجود مبررات أكثر اتساعا واستدامة، بدأت العصابة الانقلابية تختلق لنفسها في الذاكرة الجمعية والرأي العام خصومات جديدة وخصوماً من وراء الحدود، فلجأت لدس نفسها في الإطار الدولي، من خلال الأعمال الإرهابية، التي تمارسها في البحار، ثم لجأت لما بعد البحار، متخذة من القضية الفلسطينية مبرراً جديداً ووجاء من وقوف الشعب في وجهها البشع.. مدعيةً مجابهتها لاسرائيل..!! ومحاولة بذلك التخلص مما يلزمها من مساءلات أمام الشعب، الذي تدرك جيداً أن بإمكانه، حين تحين لحظة اللا احتمال، أن يجرفها في لحظة غير منتظرة، مهما كانت قوتها..!!

ختاماً، فإن كل هذا يضعنا كموطنين أمام مسئولية مهمة، وهي إدراك نهج وأساليب هذه العصابة المنقلبة، ومعرفتها معرفة اليقين، والتأكد من أنها لا يمكن أن تكون جزءا مسالما من المجتمع المسالم، الذي نفتقده ونطمح إليه، بل والذي أصبحنا نتمناه كما تُتمنى الجنة وأقصى.. ولكن من جانب آخر وأهم يضع الواقع اليوم طرف الشرعية أمام المسئولية الأكبر، لتحافظ على شرعيتها على الأقل أمامنا، فهي المعنية بالتصدي لهذا الانقلاب وإنهائه، لتظل في أعيننا شرعية، تستحق الإيمان بها والثقة فيها، ما لم فإن شرعيتها ستغدو لاغية ومنعدمة أو ستظل في أحسن الأحوال لا تعني أحداً سواها.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية