حذّرت سلسلة تقارير متزامنة أصدرتها منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وبرنامج الأغذية العالمي (التابع للأمم المتحدة)، ومنظّمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، والمؤسّسة الأكاديمية والبحثية السويسرية "أكابس"، من أن 4.2 مليون يمني يقيمون في مناطق معرّضة لخطر التدهور إلى حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) أو ظروف انعدام الأمن الغذائي الأسوأ، حيث تقع الغالبية العظمى منهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.
وأوضحت أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن ظل مرتفعاً خلال أغسطس الماضي، فيما لا يزال اليمنيون يواجهون الاضطّرابات الاقتصادية المستمرة، والافتقار إلى الخدمات العامة والبنية التحتية، وتدهور الظروف المعيشية.
كما لا تزال مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية تتزايد في أنحاء البلاد، وتفاقمت بسبب تفشّي الإسهالات المائية الحادة/ الكوليرا، في بلد يشهد صراعاً منذ سبتمبر عام 2014 تلته حرباً دامية أشعلها الحوثيون أواخر مارس عام 2015.
وقالت التقارير التي اطّلع عليها "اليمن اليوم" إنه في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، أفادت 65% من الأسر بأنها تعاني من استهلاك غير كاف للغذاء، بينما أفادت 64% من الأسر بذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفي حين ظل استخدام استراتيجيات التكيّف الشديدة القائمة على الغذاء دون تغيير في كل من مناطق الحكومة اليمنية والحوثيين مقارنةً بالشهرين السابقين، فقد كانت هناك زيادة في الأسر التي تلجأ إلى استراتيجيات التكيّف الطارئة لسبل العيش. وبشكل عام، يظل استخدام استراتيجيات التكيّف أكثر انتشاراً في مناطق الحوثيين.
ووفقاً لرصد التقارير الدورية وصل استهلاك الغذاء السيّئ إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 36% مع الإبلاغ عن مستويات مماثلة في كل من مناطق الحكومة والحوثيين.
وتشير أحدث تحليلات سوء التغذية في مناطق الحكومة اليمنية إلى أنه خلال أكتوبر 2024، من المتوقّع أن يعاني ما يقرب من 609.8 ألف شخص من سوء التغذية الحاد، ومن المتوقّع أن يعاني 118.5 ألف منهم من سوء التغذية الحاد الشديد، وأكثر من 222.9 ألف امرأة حامل ومرضع من سوء التغذية.
وتوقّعت التقارير الدولية أن تواجه جميع المديريات الـ 117 التي تم تحليلها في مناطق الحكومة اليمنية تصنيف سوء التغذية الحاد "المرحلة الثالثة" (خطيرة) حتى أكتوبر، بما في ذلك أربع مديريات في الحديدة وتعز، كما توقّعت أن تواجه مرحلة حرجة للغاية، وهي أعلى مرحلة في مقياس سوء التغذية الحاد.
وتدهور الوضع الإنساني جرّاء الأثر المدمّر لتغيّر المناخ، بما في ذلك الأمطار الغزيرة والسيول في العديد من مناطق البلاد، وتضيف الديناميكيات الإقليمية الجارية تحديات إضافية.
وهذا العام يحتاج 18.2 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية في اليمن، بما في ذلك أكثر من 4.5 مليون نازح