آراء

بكيفياتهما المعتادة في المنطقة..أمريكا واسرائيل تستغنيان عن حزب الله..!!

وسام عبدالقوي

|
11:11 2024/09/29
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كتبت عدة مقالات حول صناعة ورعاية أمريكا واسرائيل لكل الجماعات الإرهابية والمتمردة والانقلابية في المنطقة، وقبل شهور من الآن كتبت مقالات أيضاً استنتجت فيها أن أمريكا واسرائيل قد بدأتا في تقليص حضور حزب الله، والحد من حركته وفاعليته في الواقع، وبالذات واقع الأحداث السياسية والمتغيرات الفوضوية الجارية في المنطقة، وأن أكثر وأقوى ما كانت تنبئ عنه الأحوال حينها من احتمالات، هو البدء في تصفية الحزب، خصوصاً بعد حركة تصفيات قامت وتقوم بها اسرائيل لقيادات الحزب، بشكل ملفت للنظر، يصل حده في الأشهر الأخيرة إلى اغتيالات شبه يومية للقادة..

وربما كنت قد بشرت في أكثر من مقالة نشرت لاحقاً وقريباً من الآن، بأنه لم يعد هناك من شك، في أن أمريكا واسرائيل قد اتخذت قرار التصفية للحركة، واستشهدت على ذلك بسرعة إنفاذ القرار باغتيال العشرات وربما المئات من قيادة الحزب والآلاف من أفراده المؤثرين..!! واعتمادا على ذلك فقد كنت أنتظر، وكلي يقين، ما حدث اليوم.. لأنه سيكون بمثابة إعلان موت الحزب، بعد أن تمت تصفيته، بعمدية متوالية استهدفت أجنحته وأياديه وصولاً إلى قلبه المتمثل في أمينه العام حسن نصر الله الذي تم اغتياله، إعلاناً عن أن الحزب لفظ أنفاسه الأخيرة مع هذا الهدف.

وكما هو الحال في كل ما كتبته سابقاً، فإنه يجب الإشارة أو التذكير بأن أمريكا واسرائيل تقفان بشكل مباشر وغير مباشر وراء وجود كل الجماعات والتشكيلات المتمردة والاإرهابية في المنطقة، وهو رأي يقول به كثير من المحللين السياسين، وأصبح يدركه ويتحدث عنه العامة في شعوب المنطقة.. ولا بد من الإشارة أيضاً إلى طريقة استخدام أمريكا لتلك التنظيمات والجماعات وقياداتها، وطرق التخلص منها وتصفيتها.. تلك الطرق المتشابهة تقريباً، والتي لا تختلف عنها في أي شيء عملية تصفية حزب الله وقياداته مؤخراً وصولاً لحسن نصر الله، الذي كان قد أصبح مجرداً من القوة القيادية، القائم عليها الحزب..

نعم لقد أثبتت ظروف المرحلة والمطاردة لقيادات الحزب، أن أمريكا ومن ورائها اسرائيل تستخدم آلية معينة مع التنظيمات والتمردات والجماعات الإرهابية في المنطقة، بدءا من تشكلها ودعمها ومروراً بمهامها، وفي مقدمة تلك المهام إحداث الأزمات والانقلابات وتفعيل أنماط الفوضى، التي أثرت كثيراً في إنهاك الشعوب وتقويض الأنظمة، أو على الأقل هزها وإضعافها، ثم وصولاً إلى الاستغناء عن خدمات هذه الجماعة أو تلك، والبدء في إجراءات تصفيتها والتخلص من قياداتها.. وهو ما حدث بالتأكيد مع حزب الله أخيراً وقبل ذلك مع طالبان والقاعدة وداعش كتنظيمات ومع ابن لادن والبغدادي ونصرالله كشخصيات وقيادات.

وفي أغلب الظن فإن اسرائيل وأمريكا قد استغنيا عن الحزب، إيماناً منهما بأنه أصبح عبئاً، وبأن هناك بديلاً أكثر حيوية وشباباً والتزاماً بتنفيذ مشروعهما التخريبي والقائم على الفوضى والتقويض في المنطقة، وأن ذلك البديل يتمثل في جماعة الحوثي الإرهابية، بعد أن تم إعدادها وحمايتها وتقوية شوكتها، ثم إشهارها المتعمد والمخطط له بعناية فائقة، كقوة مؤثرة تهدد أمن المنطقة واستقرارها..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية