محلي

عدن تئن تحت وطأة الحميات والمواطنون بين الإهمال والموت الصامت

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 2 ساعة و 21 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تعيش مدينة عدن، جنوب اليمن، واحدة من أكثر مراحلها الصحية خطورة، وسط تفشٍ واسع للحميات الفيروسية، أبرزها حمى الضنك والملاريا، إضافة إلى الاشتباه بحالات من الحمى النزفية، وفي وقت يزداد فيه عدد الوفيات يوماً بعد آخر، تقف السلطات الصحية عاجزة عن كبح جماح انتشار هذه الأمراض، فيما يتحول الخوف إلى شبح يطارد المواطنين في منازلهم وأحيائهم.

المستشفيات مكتظة.. ولا أسرّة كافية

داخل أقسام الطوارئ في عدد من مستشفيات المدينة، يروي مواطنون ومرافقون مشاهد مأساوية: أطفال يعانون من الحمى الشديدة، كبار سن في حالة حرجة، وأطباء يعملون بإمكانيات شحيحة وسط ضغط يفوق طاقتهم.

يقول أحد الأطباء في مستشفى الصداقة – طلب عدم ذكر اسمه – إن الوضع يخرج عن السيطرة: "نستقبل عشرات الحالات يومياً، والمشكلة ليست فقط في الأعداد، بل في أننا لا نملك الإمكانات اللازمة لتشخيص كل حالة بدقة أو توفير العلاج المناسب في الوقت المناسب".

مواطنون: "نحارب الموت بلا سلاح"

مع غياب حملات رش البعوض، وندرة التوعية المجتمعية، وارتفاع أسعار الأدوية، يجد المواطن نفسه أعزل أمام وباء صامت ينهش المدينة.

يقول عبدالكريم، أحد سكان مديرية الشيخ عثمان: "كل بيت تعرف فيه شخصًا مريضًا بحمى غريبة. لا نعرف نوعها، ولا نثق بالتشخيص. بعضهم ماتوا فجأة بعد أيام من الحمى. لا زيارات ميدانية من فرق صحية، ولا حتى اعتراف رسمي بحجم الكارثة".

غياب الحلول الجذرية

رغم تنبيهات الأطباء والمختصين منذ أسابيع، لم تُطلق أي خطة طوارئ شاملة لمواجهة الأزمة، ولا تزال الجهود الرسمية تتسم بالبطء والتشتت، وسط اتهامات بتقاعس الجهات المعنية وتغاضيها عن الواقع المتدهور.

ويؤكد خبير الصحة العامة الدكتور مازن العريقي أن تكرار هذه الأوبئة في عدن كل عام يكشف عن فشل مزمن في بنية النظام الصحي، ويقول: "ما لم تكن هناك خطة وقائية مدروسة، تشمل الصرف الصحي، ومكافحة النواقل، وتوعية السكان، فإننا سنواجه السيناريو نفسه كل موسم، وبنتائج أكثر فتكًا".

دعوات عاجلة لتدخل دولي

مع تفاقم الأزمة، أطلقت منظمات مجتمع مدني في عدن نداءات استغاثة للمجتمع الدولي والجهات المانحة لدعم المدينة بشكل عاجل وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب تنفيذ حملات رش واسعة، وتوفير دعم فني للكوادر الطبية المحلية.

عدن بين فكين: المرض والإهمال

وبينما يواصل البعوض حصد الأرواح بصمت، لا تزال عدن تئن تحت وطأة الإهمال، في ظل ظروف معيشية وصحية متدهورة، ومواطن يائس بات يردد بصوت مخنوق: "نموت ولا أحد يسأل".

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية