في حدث غير مسبوق حوّل اليمنيون اليوم الأول من أيام شهر سبتمبر إلى موعدٍ لتدشين احتفالاتهم بالذكرى الـ62 لثورة الـ26 من سبتمبر التي اسقطت النظام الكهنوتي البائد وانتصرت لإرادة الشعب في الحرية والعدالة والمساوة.
دونما توجيه أو تنسيقٍ مسبق أو دعوة من حزب أو تيارٍ سياسي انطلقت احتفالات الشعب اليمني بالذكرى الـ62 لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة قبل موعدها بأكثر من 20 يوما، ما يشير إلى أن ثورة سبتمبر ثورة مستمرة يستحيل على مليشيا الكهنوت الحوثي طمس مبادئها وقيمها من وجدان اليمنيين، وأن محاولاتها لإطفاء مظاهر الاحتفال واستبعاد الاحتفاء بها من قائمة الاهتمام زادها زخما وحولها إلى مناسبة شعبية يحتفي بها الشعب اليمني بكل فئاته.
احتفال اليمنيين بذكرى الانتصار السبتمبري لهذا العام بدا مختلفا ومتميزا وتجلت فيه الكثير من المعاني والدلالات التي رسمت لوحة سبتمبرية متعددة الألوان والأشكال وتجسدت من خلالها حقيقة استمرارية الثورة ومدى ترسخ أهدافها في وجدان وذاكرة اليمنيين وخاصة الشباب الذين بدو من خلال تناولاتهم وابتكاراتهم الاحتفائية وكأنهم الجيل الذي فجر الثورة وانتصر لآمال وتطلعات اليمنيين قبل 62 عام.
وفي الوقت الذي تسعى مليشيا الحوثي الإنحراف بالبوصلة الوطنية وتعمل من خلال إقامة الفعاليات الطائفية على تجريف هوية اليمن السياسية والثقافية، تحوَّل الاحتفال بثورة الـ26 من سبتمبر إلى ملحمة وطنية ومعركة جديدة ضد الكهنوت الحوثي ومشاريعه الطائفية التي تجر اليمن نحو مستنقع الارتهان والتبعية السياسية والفكرية لنظام الملالي في إيران.
ووفقا لمراقبين فقد تحولت مظاهر الاحتفال بالعيد الـ62 لثورة الـ26 من سبتمبر إلى كابوس يقظ مضاجع مليشيا الحوثي، مشيرين إلى أن الإجراءات البائسة التي اتخذتها المليشيا لإيقاف الفعاليات الاحتفالية في المدارس والمنشآت التعليمية، تحولت إلى وقودٍ يزيد مشاعل الاحتفال توهجا ويزيد المحتفلين إصرارا وتمسكا بقيم ومبادئ الثورة والجمهورية.
وأكد المراقبون إن الاتقاد السبتمبري الذي تجلى في مظاهر الاحتفال وعمق ما يتم تناوله وتداوله في وسائل التواصل الاجتماعي، يعكس مدى تمسك الشعب اليمني بقيم ومبادئ الثورة والجمهورية ورفضه للمشاريع الطائفية والسلالية ومساعي جماعة الحوثي لإعادة اليمن إلى ما قبل العام 1962.
ومنذ الأول من سبتمبر انطلقت الاحتفالات بذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالكتابات والتناولات التي قام الشباب من خلالها بإعادة ترديد الشعارات التي رفعها رموز الثورة وقادتها ضد الكهنوت الإمامي قبل 62 عام بما في ذلك إعادة ترديد بيان الجيش الذي أعلن سقوط الملكية وقيام الجمهورية ما يشير إلى أن أحفاد جيل الثورة يستعدون لتفجير ثورة جديدة ضد الكهنوت الحوثي والانتصار لليمن أرضا وإنسانا..