يناقش مجلس الأمن الدولي (UNSC)، عصر اليوم، التعقيدات المتواصلة التي أدت إلى تجميد عملية السلام في اليمن، ومنها استمرار جماعة الحوثيين في تهديد ممرات الملاحة الدولية في المنطقة، ومواصلة احتجاز موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملين في مناطق سيطرتها.
ووفق برنامج العمل الشهري المؤقت للمجلس، فإن الاجتماع سينعقد الثلاثاء؛ الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك (الخامسة عصراً بتوقيت اليمن)، وسيبدأ بجلسة إحاطة مفتوحة، تليها مشاورات مغلقة لبحث المستجدات الأخيرة التي تقف حجر عثرة أمام الجهود الأممية والدولية لإحياء عملية السلام في اليمن، خاصة في ظل استمرار هجمات الحوثيين البحرية وسط مخاوف من مخاطر توسع الصراع الإقليمي مع دخول أطراف أخرى على خط الحرب المستعرة في غزة بين إسرائيل وحماس منذ أكثر من تسعة أشهر.
وخلال الجلسة المفتوحة سيقدم كل من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن؛ هانز غروندبرغ، والقائم بأعمال وكيل الأمين العام لتنسيق الشؤون الإنسانية؛ جويس مسويا، إحاطتين حول جهود السلام والوضع الإنساني في البلاد، فيما سيقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، اللواء مايكل بيري؛ في جلسة المشاورات المغلقة، أول تقرير حول عمل البعثة بعد أيام من تجديد ولايتها لعام إضافي.
ومن المتوقع أن يركز المبعوث الأممي في إحاطته على استمرار التعقيدات المحيطة بجهود الوساطة التي يقوم بها، بما فيها التطورات الإقليمية ومواصلة جماعة الحوثيين شن الهجمات على السفن البحر الأحمر.
كما قد يتناول المبعوث الأممي جهوده الأخيرة والهادفة نزع فتيل التوتر الاقتصادي بين طرفي الصراع عبر مقترحه القاضي بوقف الإجراءات المتبادلة وعقد جولة مباحثات لتفادي تعميق أزمة الانقسام المصرفي القائمة في البلاد، وفي المقابل لاتزال جماعة الحوثيين تحتجز العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية منذ ما يقرب من شهرين، في خطوة يعتبرها غروندبرغ بأنها "تعيق جهوده في إحياء عملية السلام المتعثرة وتؤدي إلى تآكل الثقة".
فيما من المتوقع أن تركز القائم بأعمال وكيل الأمين العام لتنسيق الشؤون الإنسانية؛ جويس مسويا، في إحاطتها، على استمرار تردي الأوضاع الإنسانية في البلاد، في ظل النقص الحاد في التمويل، وتدهور الظروف الاقتصادية، ومستوى تأثير العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة على قدرته في استقبال شحنات الإغاثة الإنسانية من وقود وغذاء.
وستدعو مسويا إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتلبية احتياجات 18.2 مليون شخص في اليمن الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والحماية، وهي الاحتياجات التي تتفاقم أكثر في ظل التفشي المتزايد لوباء الكوليرا في معظم محافظات البلاد، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين.
وسيقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة؛ مايكل بيري، خلال المشاورات المغلقة، تقريراً موجزاً حول مهام البعثة في ضمان التزام أطراف الصراع بوقف إطلاق النار في المحافظة الساحلية والحفاظ على مدنية موانئها وخلوها من المظاهر المسلحة، إضافة إلى استمرار مخاطر المتفجرات من مخلفات الحرب التي تواصل حصد أرواح المزيد من المدنيين في المحافظة.
ومن المتوقع أن تتركز المشاورات المغلقة على عدد من القضايا الهامة، منها جهود السلام المتعثرة، واستمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية، وحملة الاعتقالات التي نفذتها الجماعة ضد عشرات العاملين لدى الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية وانعكاساتها السلبية على تقويض عمليات الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين في البلاد.