منذ 1948 لم تكن إسرائيل مرة في مثل هذا الانقسام الداخلي، والفوضى السياسية، والضعف الدولي، والبلبلة العامة والخوف الوجودي. ومنذ 1948 كانت موجات الهجرة، باختلاف أحجامها، من الخارج إلى إسرائيل، والآن أكبر موجة هجرة من إسرائيل إلى الخارج، وبالمعايير النسبية، تشهد أسوأ حالة شلل اقتصادي. فالموظفون يقاتلون في غزة بدل أن يكونوا في أعمالهم وشركاتهم.
للمرة الأولى منذ 1948 يدور الجدل، في هذه الحدة وفي مثل هذه العلانية، حول الخوف على وجود إسرائيل. وللمرة الأولى يحدث تمرد واسع في جيشها، ويرفض جزءٌ منه القتالَ في حالة حرب.
للمرة الأولى منذ 1948 نرى نصف الحكومة الإسرائيلية في واشنطن، ونصفها في تل أبيب، خصوصاً وزير الدفاع. ترتبط حالة التفكك غير المسبوقة باسم رجل واحد «نرجسي يعدُّ نفسه منقذ إسرائيل». وهو ملاحق من القضاء بتهم فساد وإثراء غير مشروع. ولم يسبق لسياسي غيره أن عزل إسرائيل في العالم كما فعل.
للمرة الأولى منذ 1948 الخائف هو الإسرائيلي، والخاسر هو الإسرائيلي، والقوة الإسرائيلية الطاغية لا تقدم للجيش الإسرائيلي خطوةً واحدةً.
صحيح أن بعض هذه الانتصارات سلبيّ. أي أخطاء إسرائيل وليس أداء العرب. وصحيح أن الانقسام الفلسطيني في مثل هذه الحال، من الفرص التاريخية، شيء مشين أكثر من أي وقت مضى. لكن للمرة الأولى منذ 1948، كان الفوز في هذا الجانب من الصراع.