محلي

الميليشيا الحوثية تعيد مطار صنعاء إلى الإغلاق والعزلة عن العالم

اليمن اليوم - خاص:

|
03:24 2024/07/02
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

منذ احتجازها لاربع طائرات مدنية للخطوط الجوية اليمنية توالت الصفعات القاسية على العصابة الحوثية الإجرامية، فمطار صنعاء تحول الى ساحة خربة معزولة عن العالم، وحرم اليمنيون في مناطق سطوتها من نعمة الطيران، وتشوهت سمعة العصابة الحوثية عالميا، وتم تعويض الطائرات المختطفة بمكرمة كويتية سخية.. وماتزال الصفعات تتوالى!

ما ان تنفس اليمنيون الصعداء وابتهجوا بفتح مطار صنعاء وعودة الروح الى مدارجه حتى عاد اليوم الى الإغلاق من جديد والعزلة عن العالم؛ بقرار حوثي وصفه مراقبون بالمجنون؛ أرادت به أن تلويَ ذراع الطرف الآخر فانكسر ذراعها وخاب سعيها.

فالمطار الذي ظل مغلقا منذ انفجار الحرب الحوثية عام2015، لم يعد للخدمة الجوية ويفتح أبوابه أمام رحلات الطيران إلا بعد توسلات حوثية وصراخ وعويل، وهو ما مثّل حينها فرصة لتحريك مياه الحوار الراكدة وقاد إلى مفاوضات سلام بين التحالف الداعم للشرعية وميليشيا الحوثي، تم على إثرها فتحاً جزئياً عن مطار صنعاء وميناء الحديدة لأسباب إنسانية بهدف تخفيف معاناة المواطنين وتسهيل رحلاتهم، وخاصة المرضى والحجاج والتجار والمغتربين، على أمل ان تُحسب هذه الخطوة كمبادرة حسن نوايا مشتركة وخطوة مشروطة تقود اليمنيين المتحاربين الى طريق الحوار والسلام واسكات البنادق وإنهاء الحرب المدمرة، وعدم استخدام المطار لأغراض حوثية، وتحييد الطيران المدني عن الصراع كليا، وهي الشروط التي تلتزم به العصابة الحوثية مطلقا.

غير أن إقدامها قبل ايام على احتجاز أربع طائرات تابعة لأسطول الخطوط الجوية اليمنية ومنعها من العودة لنقل الحجاج العائدين من الاراضي المقدسة كشف للعالم كله الوجه البشع لعصابة ارهابية تنقلب على العهود والاتفاقات كعادتها وتصر على التعامل بعقلية الفيد والاستحواذ، ما تسبب في ايقاف الخطوط اليمنية لرحلاتها، وامتناع طائرات العالم كله عن تسيير رحلاتها الى صنعاء، وفقدان الثقة الاقليمية والدولية في مطار صنعاء بسبب خضوعه لقبضة مليشيا متغولة لا يردعها رادع اخلاقي او اعراف دولية، وليس في قاموسها سوى مفردات الاختطاف والاعتقال والاحتجاز والفيد.

تحينت العصابة الحوثية الفرصة لاختطاف طائرات اليمنية واختارت توقيتا خبيثا بعد ان ضمنت عودة وفد حجيجها الرسمي بقيادة المدعو يحيى الرزامي. غير آبهة بآلاف الحجاج اليمنيين العالقين في مطار جدة الذين دفعوا ثمن تذاكر الطيران من دم قلوبهم، ومضوا في رحلة ذهاب بلا إياب، وتكبدوا خسائر فادحة جراء تأخرهم عن العودة الى اليمن، ونفقات باهظة للبقاء في اراضي المملكة بانتظار طائرة تعيدهم الى اهاليهم الذين ينتظرونهم بفارغ الصبر.

خطوة حوثية جنونية حرمت اليمنيين من اكبر مطاراتهم، واعادتهم الى سنوات الحصار ليتكبدوا مشقة السفر براً، وحولت مطار صنعاء الى ساحة خربة ترتع فيها السوائم والاغنام، حيث لا اقلاع فيه ولاهبوط، ولا حياة لمن تنادي.

لم تكتفي الاقدار بتوجيه درس قاس كهذا للمليشيا ثمن تهورها،  بل بادرت دولة الكويت الشقيقة الى منح اليمن ثلاث طائرات دفعة واحدة، تعويضا عن الطائرات المختطفة، ليتلقى الحوثة صفعة اخرى افقدتهم الصواب؛ اشد قسوة من الحصار، وينقلب السحر على الساحر!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية