تتعاظم المأساة المعيشية للمواطنين في مناطق السطوة الحوثية، وبلغ الخناق الاقتصادي أعلى درجاته، حيث الحياة الصعبة وانهيار العملة وجحيم الاسعار وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين وانعدام المساعدات الغذائية وانقطاع المرتبات للعام التاسع، فيما تجدف العصابة الحوثية في وادٍ آخر؛ بعيداً عن عذابات بشرٍ تصر على الاستهتار بصرخاتهم وتتنصل من مسئولياتها تجاههم، بل وتفرض أجواء ترهيبية لمنعهم حتى من التعبير عن غضبهم، بحجة انشغالها بمحاربة امريكا واسرائيل!
مأساة صامتة؛ عبر عنها البرلماني احمد سيف حاشد الذي شن هجوما لاذعا على العصابة الحوثية، جراء الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطن اليمني.. وقال في تغريدة له على منصة اكس إن الجرعات المتتالية من الأزمات، بدءًا من الارتفاع الكبير في الأسعار، وصولًا إلى نقص الغذاء والدواء أوصلت المواطنين إلى حافة الهاوية، حيث باتوا يعانون من الفاقة والمجاعة والموت.
واصف حاشد المواطن اليمني بِالجدار القصير الذي يتحمل عبء جميع الأزمات والمشكلات التي تواجه البلاد، ولايجد أي مساعدة او حماية أو مجير من قريب أو بعيد، ولا يوجد من يوقف هذا الوجع اليومي أو يمنع الاستهتار بحياة ومعيشة المواطن اليمني المقهور الذي فقد القدرة على حماية نفسه أو حتى إعلان غضبه في وجه هذا الطغيان والقهر اليومي..
وأرفق حاشد في منشوراته صورة للقاضي عبدالوهاب قطران يظهر فيها مكمما فمه، بعد اطلاق سراحه مؤخرا ومنعه من اي انتقاد للمليشيا.
من جهتها قالت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة أمس الاثنين إن أكثر من نصف الأسر في اليمن لا تأكل ما يكفي بسبب الظروف الاقتصادية السيئة وتوقف المساعدات الغذائية منذ أشهر لملايين الأشخاص في مناطق السطوة الحوثية. وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحرمان الشديد من الغذاء وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في أجزاء من شمال اليمن؛ بما في ذلك الجوف وحجة وعمران والحديدة.
يأتي ذلك فيما تسوق تروج العصابة الحوثية لقرب اعلانها عن ماتسميه حكومة مصغرة خلال بداية السنة الهجرية بهدف إلهاء المواطنين عن لقمة عيشهم، وهي الحكومة المزعومة التي مضى على تجميدها تسعة اشهر منذ اعلن زعيم المليشبيا عن اقالة حكومته الحالية وإحداث التغيير الجذري، محملا المسئولية على مايقارب 200 مسؤول في مؤسسات الدولة قال انهم كانوا سببا وجزءا لايتجزأ في زيادة معاناة 25 مليون مواطن بسبب ادائهم السلبي، في محاولة منه لتبرئة جماعته من مسئوليتها المباشرة عن كل ما حدث لليمن منذ انقلابها المدمر..
فيما يكشف تشكيل الحوثي لحكومة مزعومة اصرارا على إطالة معاناة اليمنيين، ونسف كل جهود احلال السلام، وفي ظل مفاوضات تجري في العاصمة العمانية لحلحلة جهود التسوية وحل الملفات العالقة كملف الاسرى والمرتبات وفتح الطرق؛ تمهيدا لإنهاء الحرب واستعادة الدولة الجامعة.