أرباحك من عام لعام أعلى.. خدماتك من يوم ليوم أسوأ حتى أنها قد تكون الأسوأ في العالم.. وبالرغم من ذلك أسعار الخدمة لديك قد تكون الأعلى في العالم.. إنفاقك على البنى التحتية صفر.. الكلفة التي تتحملها في أدنى المستويات، حد أنك تبيع هواء رأس ماله البنية التحتية ومبالغ سنوية زهيدة جداً لقاء الخدمة، وهذا لا يعد شيئاً مقابل ما تحققه من إيرادات.. مساهمة مجتمعية قد لا تصل لنسبة واحد في الألف من معدل ما تحققه من أرباح...،
وعليه فإنه لا يوجد أي مسوغ منطقي يمكنك من خلاله تبرير رفع أسعار الخدمة، إلا استغلال أبناء الشعب الذين يعيشون ظروفاً وأحوالاً هم فيها بأمس الحاجة للمساندة والدعم، فيما يواجهونه من واقع أبسط ما يقال عنه أنه سيء..!! والسلطة التي تنتهج مثل هذا السلوك تجاه مواطنيها في مثل هذه الظروف، لا يمكن ائتمانها على شيء، ولا الركون عليها في شيء.. فما بالك بالإيمان بأي فكرة أو مشروع أو ادعاء تتبناه..!!
وفي حال كونك ما تزال تصر على الادعاء بكونك سلطة، فليكن في البال أن أية سلطة تمارس الاستغلال والابتزاز في حق شعبها لن يكون لها مصير آخر غير الفناء، وإن طال الزمن.. وكن متأكداً دائماً أنك بسلوكك الاستغلالي والابتزازي بحق الشعب، إنما تصنع شعباً محتقناً بالكراهية تجاهك وتجاه مشروعك أيا كان ذاك المشروع، ولو كان محقاً وواقعياً..
مثل هذا الكلام وفي حال كهذا، يمكن أن تقدمه لسلطة شرعية طبيعية، لديها قبول من الشارع ومن القوانين والأنظمة أيضاً.. أما حين تتعامل مع الأمر وبه سلطة انقلابية إرهابية كجماعة الحوثيين، فإنك ستجهد كثيراً ويبح صوتك وتصاب باليأس، وأنت تحاول أن تتعامل مع الواقع بمنظور منطقي.. لأنك إزاء عصابة إرهابية متمردة مشروعها انتقامي وتدميري تجاه الوطن وأبنائه..
ويجب عليك أن تتقبل فكرة أن يوجد استغلال وابتزاز بحق المواطنين، لأنه ليس بجديد، وإنما تمارسه عصابة الحوثيين بحق الشعب، منذ أول لحظة نجح فيها انقلابها، واختطفت العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة، فالجماعة طوال عشر سنوات وهي تثقل كاهل الشعب بالجبايات والإتاوات والنهب للحق العام والخاص، وتطور آليات وطرق امتصاص الشعب وإفقاره..
لذلك لا تستغرب أبداً مثل هذا السلوك من قبل مليشيا الانقلابيين، وعليك لزاماً أن تنتظر المزيد من هذا، لتظل دوما متأكداً من أن كل ما يحل باليمن واليمنيين من دمار وشتات وفقر وأزمات هو من صنع هذه العصابة الإجرامية.