لم تعد افتراءات العصابة الحوثية تتوقف عند الانتساب الى النبي الأعظم وابنته الزهراء التي يزعمون انهم بقايا نسلها في الارض، بل وصل الأمر بمتعصبيها الى قمة السفه والغرور والعُتوّ، لتثبيت أحقيتهم في الولاية وانتزاع السلطة بالقوة.
وتحولت العصابة الحوثية اليوم الى الادعاء بأن الحوثيين والهاشميين ليسوا ابناء النبي محمد فقط، بل ابناء الانبياء والرسل على غرار بني اسرائيل، مدعين انهم ذرية النبي ابراهيم، ومن بعده اسماعيل ومن بعدهما محمد، مايجعل السلطة حق لهم بأمر الله الذي اصطفاهم على الخلق.. ليبلغ المرض والجنون والافتراء ذروته لدى جماعة فاجرة تروج لقداستها طمعا في سلطة وثروة وهيلمان ودنيا فانية!.
فِرية جديدة اثارت سخطا عارما في اوساط اليمنيين الذين قالوا ان هذه الجماعة الجائعة تتناسى قوله تعالى: ماكان محمدٌ ابا احدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين.. وقوله تعالى: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات او قُتل انقلبتم على اعقابكم؟.. وثمة آيات واحاديث تدحض اي وجود لذرية نبوية يحق لها التسلط، وتنسف حقها في انتزاع المُلك، وتنزّه الأنبياء الذين لم يورّثوا مُلكا ولا دينارا ولا درهما، بل ورّثوا العلم، فمن اخذه فليأخذه بحظ وافر.
يتناسى الحوثيون ومتطرفو السلالة ان الرسول حرّم التباهي بالعصبية العرقية ودفنها للأبد، فقال ص: ليس منا من دعا الى عصبية"، نظرا لانتساب جميع الخلق الى آدم، فكلكم من ادم، وآدم من تراب.. ويوم ان نزل قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) ناداهم بطناً بعد بطن، حتى قال: يافاطمة بنت محمد، ياصفية بنت عبدالمطلب عمة رسول الله، اعملا لأنفسكما فإني لا أغني عنكما من الله شيئا، ياعباس عم رسول الله اعمل لنفسك فإني لا أغني عنك من الله شيئًا.. وحذر اقاربه فقال: يابني هاشم لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم، فواللهِ لا أغني عنكم من الله شيئا، واعلموا أنه لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته وفضله!
وفي كتب التاريخ ما يؤكد دون جدال ان النبي لم يعيّن اي والٍ او حاكم من اقاربه او آل بيته، لا على اليمن ولا غيره، بل ترك باذان المجوسي في ولايته على صنعاء بعدما أسلم.. وعلى نهجه سار الخليفتان ابوبكر وعمر باعتباره اسوة للخلق.. حتى الامام علي في خلافته لم يعين واليا واحداً من ذريته، مكتفيا بعبدالله بن عباس على البصرة، واخيه عبيدالله بن عباس على اليمن، قبل أن يعزلهما بتهمة الفساد والإثراء.. فيما يصر السلاليون على مر تاريخهم أن السلطة حق إلهي لهم دون اليمنيين.. فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا؟؟